سورة العلق
مكية ، وهي عشرون آية واثنتان وسبعون كلمة ومائتان وسبعون حرفا.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(بِسْمِ اللهِ) الذي له صفة الكمال المستحق للإلهية (الرَّحْمنِ) الذي عم جوده سائر البرية (الرَّحِيمِ) الذي خص أهل طاعته بألطافه السنية.
عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد : أنّ أوّل سورة نزلت من القرآن.
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥) كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧) إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤) كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩))
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) وأوّل ما نزل خمس آيات من أولها إلى قوله تعالى : (ما لَمْ يَعْلَمْ) وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أنها قالت : «أوّل ما بدئ به رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الوحي الرؤيا الصالحة» ولمسلم «الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه ، وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزوّد لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها حتى جاءه الحق» (١). وفي رواية «حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال له : اقرأ. قال : ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ،. قلت : ما أنا بقارئ ،. قال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ،. قلت : ما أنا بقارئ ،. قال : فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) حتى بلغ (ما لَمْ يَعْلَمْ) فرجع بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة : لقد خشيت على نفسي ، فقالت له خديجة : كلا أبشر فو الله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد
__________________
(١) أخرجه البخاري في تفسير القرآن حديث ٤٩٥٤ ، ومسلم في الإيمان حديث ١٦٠.