سورة الفتح
تسع وعشرون آية
كلها مدنيّة بالإجماع ، قاله القرطبي (١).
وقال مروان ومسوّر بن مخرمة : نزلت بين مكة والمدينة في شأن الحديبية ؛ وهذا لا ينافي الإجماع ، لأن المراد بالسّور المدنية ؛ السّور النازلة بعد الهجرة من مكة.
[الآية الأولى]
(هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٢٥)).
(وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ) : يعني المستضعفين ممن آمن بمكة.
ومعنى : (لَمْ تَعْلَمُوهُمْ) : لم تعرفوهم. وقيل لم تعلموا أنهم مؤمنون.
(أَنْ تَطَؤُهُمْ) : بالقتل والإيقاع بهم ، يقال : وطئت القوم أي أوقعت بهم. وذلك أنهم لو أخذوا مكة عنوة بالسيف لم يتميز المؤمنون الذين هم فيها من الكفار ، وعند ذلك لا يأمنوا أن يقتلوا المؤمنين فتلزمهم الكفارة وتلحقهم سبة.
وهو معنى قوله : (فَتُصِيبَكُمْ) ، أي من جهتهم.
(مَعَرَّةٌ) : أي مشقة بما يلزمكم في قتلهم من كفارة وعيب.
__________________
(١) ينظر : صحيح مسلم (١٧٨٦) ، (٣ / ١٤١٣) ، والطبري (٢٦ / ٤٣) ، والنكت (٤ / ٥٦) ، وزاد المسير (٧ / ٤١٨) ، والقرطبي (١٦ / ٢٦٠) ، ابن كثير (٤ / ١٨٢) ، الدر المنثور (٦ / ٦٧) ، اللباب (١٩٣).