سورة الممتحنة
ثلاث عشرة آية
وهي مدنيّة ، قال القرطبي : في قول الجميع (١).
[الآيتان : الأولى والثانية]
(لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٩)).
(لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ) : بدل من الموصول بدل اشتمال.
(وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) : يقال أقسط إلى الرجل إذا عاملته بالعدل.
قال الزجاج : المعنى وتعدلوا فيما بينكم وبينهم من الوفاء بالعهد.
(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨)) : أي العادلين. ومعنى الآية أن الله سبحانه لا ينهى عن بر أهل العهد من الكفار الذين عاهدوا المؤمنين على ترك القتال ، وعلى أن لا يظاهروا الكفار عليهم ، ولا ينهى عن معاملتهم.
قال ابن زيد : كان هذا في أول الإسلام عند الموادعة وترك الأمر بالقتال ثم نسخ.
قال قتادة : نسختها (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة : ٥].
وقيل : هذا الحكم كان ثابتا في الصلح بين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين قريش ؛ فلما زال الصلح بفتح مكة نسخ الحكم. وقيل : هي خاصة في خلفاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن بينه وبينه عهد ، قاله الحسن.
__________________
(١) انظره في «تفسيره» (١٨ / ٤٩).