سورة المدثر
ست وخمسون آية
وهي مكية بلا خلاف.
[الآيات : الأولى والثانية والثالثة]
(وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥)).
(وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣)) : أي واختص سيدك ومالكك ومصلح أمورك بالتكبير ، وهو وصفه سبحانه بالكبرياء والعظمة ، وأنه أكبر من أن يكون له شريك ـ كما يعتقده الكفار ـ ، وأعظم من أن تكون له صاحبة أو ولد.
قال ابن العربي (١) : المراد به تكبير التقديس والتنزيه لخلع الأضداد والأنداد والأصنام ، ولا يتّخذ وليا غيره ولا يعبد سواه ولا يرى لغيره فعلا إلّا له ولا نعمة إلا منه.
(وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (٤)) : المراد بها الثياب الملبوسة على ما هو المعنى اللغوي ، أمره الله سبحانه بتطهير ثيابه وحفظها عن النجاسات وإزالة ما وقع فيها منها. وقيل : المراد بالثياب القلب.
وقال قتادة : النفس ، وقيل : الجسم ، وقيل : الأهل ، وقيل : الدين.
قال الحسن [والقرظي] (٢) : الأخلاق ، لأن خلق الإنسان مشتمل على أحواله اشتماله ثيابه على نفسه.
وقال مجاهد وابن زيد : أي عملك فأصلح.
__________________
(١) انظر : الأحكام له (٤ / ٣٣٩) ط. بيروت.
(٢) حرّفت في «المطبوعة» إلى (القرطبي) وهو خطأ ، وما أثبت هو الصواب كما في «تفسير القرطبي» (١٩ / ٦٤).