(فَآذُوهُما) بالتعيير والتوبيخ ، أو بالتعيير والضرب بالنعال ، وكلاهما منسوخ ، أو الأذى مجمل فسره آية النور في الأبكار ، والسنة في الثيب. ونزلت هذه الآية قبل الأولى فيكون الأذى أولا ثم الحبس ثم الجلد أو الرجم ، أو الأذى للأبكار والحبس للثيب.
(تابا) من الفاحشة. (وَأَصْلَحا) دينهما.
(فَأَعْرِضُوا عَنْهُما) بالصفح والكف عن الأذى.
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧))
(بِجَهالَةٍ) كل عاص جاهل ، أو الجهالة : العمد ، أو عمل السوء في الدنيا.
(قَرِيبٍ) في صحته قبل مرضه ، أو قبل موته ، أو قبل معاينة ملك الموت. والدنيا كلها قريب.
(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٨))
(لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) عصاة المسلمين عند الجمهور أو المنافقون ، سوّى بين من لم يتب وبين التائب عند حضور الموت.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (١٩))
(تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً) كان أهل المدينة في الجاهلية إذا مات أحدهم عن زوجه كان ابنه وقريبه أولى بها من نفسها ومن غيرها ، إن شاء نكحها بالصداق الأول ، وإن شاء زوجها وملك صداقها ، وإن شاء عضلها عن النكاح حتى تموت فيرثها ، أو تفتدي منه بصداقها ، فمات أبو القيس بن الأسلت عن زوجته كبشة فأراد ابنه أن يتزوجها فأتت الرسول صلىاللهعليهوسلم فقالت : لا أنا ورثت زوجي ولا أنا تركت فأنكح فنزلت.
(وَلا تَعْضُلُوهُنَّ) نهى ورثة الزوج أن يمنعوهن من التزوج كما ذكرنا ، أو نهى الأزواج أن يعضلوهن بعد الطلاق كما كانت قريش تفعله في الجاهلية ، أو نهى الأزواج عن حبسهن كرها ليفتدين أو يمتن فيرثوهن ، أو نهى الأولياء عن العضل.
(بِفاحِشَةٍ) بزنا ، أو نشوز ، أو أذى وبذاءة. (خَيْراً كَثِيراً) الولد الصالح.
(وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (٢٠))