المحصنات العفائف ، (إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) بعقد نكاح ، أو ملك ، أو نزلت في مهاجرات تزوجهن المسلمون ، ثم قدم أزواجهن مهاجرين فنهي المسلمون عن نكاحهن ، والإحصان : من المنع ، حصن البلد لمنعه من العدو ، ودرع حصينة : منيعة ، وفرس حصان : لامتناع راكبه من الهلاك ، وامرأة حصان : لامتناعها عن الفاحشة.
(كِتابَ اللهِ) الزموا كتاب الله ، أو حرم ذلك كتابا من الله ، أو كتاب الله قيم عليكم فيما تحرمونه وتحلونه.
(ما وَراءَ ذلِكُمْ) ما دون الخمس ، أو ما دون ذوات المحارم ، أو مما وراءه مما ملكت أيمانكم.
(أَنْ تَبْتَغُوا) تلتمسوا بأموالكم بشراء ، أو صداق.
(مُسافِحِينَ) زناة ، السفح : من الصب ، سفح الدمع : صبه ، وسفح الجبل : أسفله لانصباب الماء فيه.
(فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ) قلت تكون ما ها هنا بمعنى من فما نكحتم منهن فجامعتموهن ، أو المتعة المؤجلة ، كان أبي وابن عباس يقرآن فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى.
(أُجُورَهُنَّ) الصداق. (فَرِيضَةً) أي معلومة.
(فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ) من تنقيص أو إبراء عند إعسار الزوج ، أو فيما زدتموه في أجل المتعة بعد انقضاء مدتها وفي أجرتها قبل استبرائهن أرحامهن ، أو لا جناح عليكم فيما دفعتموه وتراضيتم به أن يعود إليكم تراضيا.
(كانَ عَلِيماً) ، بالأشياء قبل خلقها.
(حَكِيماً) في تدبيره لها ، قال سيبويه : لما شاهدوا علما وحكمة قيل لهم : إنه كان كذلك لم يزل. أو الخبر عن الماضي يقوم مقام الخبر عن المستقبل قاله الكوفيون.
(وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٥))
(طَوْلاً) سعة موصلة إلى نكاح الحرة ، أو يكون تحته حرة ، أو أن يهوي أمة فيجوز له تزوجها إن كان ذا يسار وكان تحته حرة قاله جابر وجماعة ، والطّول : من الطّول ، لأن الغنى ينال به معالي الأمور ، ليس فيه طائل أي لا ينال به شيء من الفوائد ، وإيمان الأمة شرط ، أو