(إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) نزلت في طعمة بن أبيرق أودع درعا وطعاما فجحد ولم تقم عليه بينة ، فهم الرسول صلىاللهعليهوسلم بالدفع عنه ، فبين الله تعالى أمره ، أو سرق درعا وطعاما ، فأنكره واتهم به أنصاريا ، أو يهوديا ، وألقاه في منزله.
(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (١١٢))
(ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً) أراد الذي اتهمه طعمة فلما نزلت فيه الآية ، ارتد طعمة ، ولحق بمشركي مكة ، فنزلت (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ) [النساء : ١١٥].
(إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطاناً مَرِيداً (١١٧))
(إِناثاً) اللات والعزى ومناة ، أو الأوثان ، وفي مصحف عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها إلا أوثانا أو الملائكة ، لزعمهم أنهم بنات الله تعالى ، أو موات لا روح فيه ، لأن إناث كل شيء أرذله ، قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً (١١٩))
(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ) عن الإيمان.
(وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ) بطول الأمل ، ليؤثروا الدنيا على الآخرة.
(فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ) ليقطعنها نسكا لآلهتهم كالبحيرة والسائبة.
(خَلْقَ اللهِ) دينه ، أو أراد خصاء البهائم ، أو الوشم.
(لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٢٣))
(لَيْسَ) الثواب.
(بِأَمانِيِّكُمْ) يا أهل الإسلام ، أو يا عبدة الأوثان. (وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ) لا يستحق بالأماني بل بالأعمال الصالحة.
(سُوءاً) شركا ، أو الكبائر ، أو ما ينال المسلم من الأحزان والمصائب في الدنيا فهو جزاء عن سيئاته ، ولما نزلت شقت على المسلمين فشكوا إلى الرسول صلىاللهعليهوسلم فقال : «قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة ، حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها» (١).
__________________
(١) أخرجه مسلم (٤ / ١٩٩٣ ، رقم ٢٥٧٤) ، والترمذى (٥ / ٢٤٧ ، رقم ٣٠٣٨) ، وأحمد (٢ / ٢٤٨ ، رقم ٧٣٨٠).