(أَبْناءُ اللهِ) خوّف الرسول صلىاللهعليهوسلم جماعة من اليهود فقالوا : لا تخوفنا نحن أبناء الله وأحباؤه. أو قالوا ذلك على معنى قرب الولد من الوالد ، أو زعمت اليهود أنّ الله تعالى أوحى إلى إسرائيل : أنّ ولدك بكري من الولد. فقالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه. وقالته النصارى لما رأوا الإنجيل من قوله : أذهب إلى أبي وأبيكم. أو لأجل قولهم : المسيح ابن الله. وهم يرجعون إليه فجعلوا أنفسهم أبناء الله وأحباؤه ، فردّ عليهم بقوله.
(فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ) لأن الأب المشفق لا يعذب ولده ولا المحب حبيبه.
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ (٢٠))
(أَنْبِياءَ) الذين جاءوا بعد موسى صلىاللهعليهوسلم أو السبعون الذين اختارهم موسى صلىاللهعليهوسلم.
(مُلُوكاً) لأنفسكم بالتخليص من استبعاد القبط ، أو كل واحد ملك لنفسه وأهله وماله ، أو كانوا أول من ملك الخدم من بني آدم ، أو جعلوا ملوكا بالمنّ والسلوى والحجر ، أو كل من ملك دارا وزوجة وخادما فهو ملك من سائر الناس.
(ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً) المنّ والسلوى والغمام والحجر ، أو كثرة الأنبياء والآيات التي جاءتهم.
(يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (٢١))
(الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) بيت المقدس ، أو الشام ، أو دمشق وفلسطين وبعض الأردن.
المقدسة : المطهرة.
(كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) هبة منه ثم حرّمها عليهم بعصيانهم.
(وَلا تَرْتَدُّوا) عن طاعة الله تعالى أو عن الأرض التي أمرتم بدخولها.
(قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ (٢٢))
(جَبَّارِينَ) الجبار الذي يجبر الناس على ما يريد ، وجبر العظم لأنه كالإكراه له على الصلاح ، نخلة جبارة : فاتت اليد طولا لامتناعها كامتناع الجبار من الناس.
(قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٣))
(الَّذِينَ يَخافُونَ) الله ، أو يخافون الجابرين فلم يمنعهم خوفهم من قول الحق.
(أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا) بالإسلام ، أو بالتوفيق للطاعة ، كانا من الجبارين فأسلما قاله ابن