عباس رضي الله تعالى عنهما ، أو كانا في مدينة الجبارين على دين موسى صلىاللهعليهوسلم ، أو كانا من النقباء يوشع بن نون وكلاب بن يوقنا.
(فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ) قالوا ذلك لعلمهم أنّ الله تعالى كتبها لهم ، أو لعلمهم أنّ الله تعالى ينصرهم على أعدائه.
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٢٧))
(ابْنَيْ آدَمَ) رجلان من بني إسرائيل قاله الحسن ، أو قابيل وهابيل ابنا آدم عليه الصلاة والسّلام لصلبه.
(قُرْباناً) برا يقصد به التقرب من رحمة الله تعالى قرباه لغير سبب ، أو لسبب على الأشهر ، كانت حواء تضع في كل عام غلاما وجارية فيتزوج الغلام بالجارية من البطن الآخر ، ولم يزل بنو آدم في نكاح الأخوات حتى مضت أربعة آباء فنكح ابنة عمه وذهب نكاح الأخوات ، فلما أراد هابيل أن يتزوج بتو أمة قابيل منعه لأنه وتوأمته أحسن من هابيل وتوأمته ، أو لأنهما من ولادة الجنة وهابيل وتوأمته من ولادة الأرض ، فكان هابيل راعيا فقرب سخلة سمينة من خيار ماله ، وكان قابيل حراثا فقرب جرزة سنبل من شر ماله فنزلت نار بيضاء فرفعت قربان هابيل علامة لقبوله ، وتركت قربان قابيل ولم يكن لهم مسكين يتصدّق عليه وتقبل قربان هابيل لتقربه بخيار ماله قاله الأكثرون ، أو لأنه أتقى من قابيل ولذلك قال.
(إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) والتقوى ها هنا الصلاة وكانت السخلة المذكورة ترعى في الجنة حتى فدي بها إسحاق أو إسماعيل ، وقربا ذلك بأمر آدم عليه الصلاة والسّلام لما اختصما إليه ، أو من قبل أنفسهما ، وكان آدم عليه الصلاة والسّلام قد توجه إلى مكة بإذن ربه زائرا ، فلما رجع وجده قد قتله ، وكان عند قتله كافرا ، أو فاسقا.
(لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (٢٨))
(ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ) كان قادرا على دفعه مع إباحته له ، أو لم يكن له الامتناع ممن أراد قتله.
(إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (٢٩))
(تَبُوءَ) ترجع. (بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ) بإثم قتلي ، وإثم ذنوبك التي عليك ، أو بإثمي بخطاياي