سورة البقرة (١)
(الم (١))
(الم) اسم من أسماء القرآن ، كالذكر ، والفرقان ، أو اسم للسورة أو اسم الله الأعظم ، أو اسم من أسماء الله أقسم به ، وجوابه ذلك الكتاب ، أو افتتاح للسورة يفصل به ما قبلها ، لأنه يتقدمها ولا يدخل في أثنائها.
أو هي حروف قطعت من أسماء ، أفعال ، الألف من أنا ، اللام من الله ، الميم من أعلم ، معناه «أنا الله أعلم».
أو هي حروف لكل واحد منها معاني مختلفة ، الألف مفتاح الله ، أو آلاؤه ، واللام مفتاح لطيف ، والميم مجيد أو مجده ، والألف سنة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون سنة ، آجالا ذكرها.
أو هي حروف من حساب الجمّل ، لما روى جابر قال : مر أبو ياسر بن أخطب بالنبي صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) سميت السورة بسورة البقرة إحياء لذكرى تلك المعجزة الباهرة التي ظهرت في زمن موسى الكليم حيث قتل شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا قاتله فعرضوا الأمر على موسى لعله يعرف القاتل فأوحى الله إليه أن يأمرهم بذبح بقرة وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله ويخبرهم عن القاتل وتكون برهانا على قدرة الله جل وعلا في إحياء الخلق بعد الموت.
وهي سورة مدنية من السور الطول ، وعدد آياتها ٢٨٦ آية ، وهي أول سورة نزلت بالمدينة ، بها أفضل آية في القرآن الكريم وهي آية الكرسى ، كما تشمل على أطول آية في القرآن وهي آية الدين.
تعني سورة البقرة بجانب التشريع شأنها كشأن سائر السور المدينة التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية.
فضل السورة : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : " لا تجعلوا بيوتكم قبورا فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان"
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : " إنّ لكل شيء سناما ، وإنّ سنام القرآن البقرة ، وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال"
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثا ـ وهم ذوو عدد ـ فاستقرأهم فاستقرأ كل واحد منهم ما معه من القرآن ، فأتى على رجل من أحدثهم سنا فقال : ما معك يا فلان؟ فقال : معي كذا وكذا وسورة البقرة ، فقال : أمعك سورة البقرة؟ قال : نعم ، قال : اذهب فأنت أميرهم.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : " اقرأوا القرآن فإنه شافع لأهل يوم القيامة ، اقرأوا الزهراوين (البقرة وآل عمران) فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما عمامتان أو غيايتان ، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة ، ثم قال : اقرأوا البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة".