(السُّفَهاءُ) الصحابة عند عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه ، أو النساء والصبيان عند عامة المفسرين ، والسفه خفة الأحلام ثوب سفيه خفيف النسج.
(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (١٤))
(خَلَوْا إِلى) إلى بمعنى «مع» أو خلوت إليه : إذا جعلته غايتك في حاجتك ، أو صرفوا خلاءهم إلى شياطينهم.
(شَياطِينِهِمْ) رؤوسهم في الكفر ، أو اليهود الذي يأمرونهم بالتكذيب ، شيطان : فيعال من شطن إذا بعد نوى شطون سمى به لبعده عن الخير ، أو لبعد مذهبه في الشر ، نونه أصلية ، أو من شاط يشيط إذا هلك زائد النون ، أو من التشيط وهو الاحتراق سمى ما يؤول إليه أمره.
(إِنَّا مَعَكُمْ) على التكذيب والعداوة.
(مُسْتَهْزِؤُنَ) بإظهار التصديق.
(اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٥))
(اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) يجزيهم على استهزائهم ، سمى الجزاء باسم الذنب (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ) [البقرة : ١٩٤].
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
أو نجزيهم جزاء المستهزئين ، أو إظهاره عليهم أحكام الإسلام مع ما أوجبه لهم من العقاب فاغتروا به كالاستهزاء بهم ، أو هو كقوله تعالى (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) [الدخان : ٤٩] للاستهزاء به ، أو يفتح لهم باب جهنم فيريدون الخروج على رجاء فيزدحمون فإذا انتهوا إلى الباب ضربوا بمقامع الحديد حتى يرجعوا فهذا نوع من العذاب على صورة الاستهزاء.
(وَيَمُدُّهُمْ) يملي لهم ، أو يزيدهم ، مددت وأمددت أو مددت في الشر وأمددت في الخير ، أو مددت فيما زيادته منه ، وأمددت فيما زيادته من غيره.
(طُغْيانِهِمْ) غلوهم في الكفر ، الطغيان : مجاوزة القدر.
(يَعْمَهُونَ) يترددون أو يتحيرون ، أو يعمون عن الرشد.
(أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (١٦))
(اشْتَرَوُا) الكفر بالإيمان على حقيقة الشراء ، أو استحبوا الكفر على الإيمان إذ