لِلْكافِرِينَ (٢٤))
(وَقُودُهَا) الوقود : الحطب ، والوقود : التوقد.
(وَالْحِجارَةُ) من كبريت أسود ، فالحجارة وقود للنار مع الناس. هول أمرها بإحراقها الأحجار كما تحرق الناس ، أو أنهم يعذبون فيها بالحجارة مع النار التي وقودها الناس.
(أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) إعدادها مع اتحادها لا ينفي أن تعد لغيرهم من أهل الكبائر أو هذه نار أعدت لهم خاصة ، ولغيرهم نار آخرى.
(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥))
(وَبَشِّرِ) البشارة : أول خبر يرد عليك بما يسرّ ، أو هي أول خبر يسرّ أو يغم ، وإن كثر استعمالها فيما يسرّ ، أخذت من البشرة ، وهي ظاهر الجلد ، لتغيرها بأول خبر.
(جَنَّاتٍ) سمي البستان جنة لأن شجره يستره ، المفضل : الجنة : كل بستان فيه نخل وإن لم يكن فيه شجر غيره ، فإن كان فيه كرم فهو فردوس سواء كان فيه شجر غير الكرم ، أو لم يكن.
(مِنْ تَحْتِهَا) من تحت الأشجار ، قيل تجري أنهارها في غير أخدود.
(رُزِقُوا مِنْها) أي من ثمر أشجارها.
(هذَا الَّذِي رُزِقْنا) أي الذي رزقنا من ثمار الجنة كالذي رزقنا من ثمار الدنيا ، أو إذا استخلف مكان جنى الجنة مثله فرأوه فاشتبه عليهم بالذي جنوه قبله فقالوا هذا الذي رزقنا من قبل.
(مُتَشابِهاً) يشبه بعضه بعضا في الجودة لا رديء فيه ، أو يشبه ثمار الدنيا في اللون دون الطعم ، أو يشبه ثمار الدنيا في اللون والطعم ، أو يشبهها في الاسم دون اللون والطعم ، وليس بشيء.
(مُطَهَّرَةٌ) في الأبدان ، والأخلاق ، والأفعال ، فلا حيض ، ولا ولاد ، ولا غائط ، ولا بول ، إجماعا.
(إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ (٢٦))
(لا يَسْتَحْيِي) لا يترك ، أو لا يخشى ، أو لا يمنع ، أصل الاستحياء : الانقباض عن