أو يجب في التطوع ومستحب في الفرض ، أو يستحب للوالي ويجب على الفقير ، أو بالعكس ، أو إن سأل الدافع الدعاء وجب وإن لم يسأل استحب ، قال عبد الله بن أبي أوفى لما أتيت الرسول صلىاللهعليهوسلم بصدقات قومي قلت يا رسول الله صل عليّ فقال : «اللهم صل على آل أبي أوفى».
(وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٠٦))
(وَآخَرُونَ) هم الثلاثة الباقون من العشرة المتخلفين في غزوة تبوك لم يربطوا أنفسهم وهم كعب بن مالك ، وهلال بن أمية ، ومرارة بن الربيع.
(مُرْجَوْنَ) لما يرد من أمر الله فيهم.
(يُعَذِّبُهُمْ) يميتهم على حالهم ، أو يأمر بعذابهم إن لم يعلم صحة توبتهم. (عَلِيمٌ) بما يؤول إليه حالهم. (حَكِيمٌ) في إرجائهم.
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٠٧))
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً) هم بنو عمرو بن عوف ، اثنا عشر رجلا من الأنصار بنوا مسجد الضرار.
(وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ) لئلا يجتمعوا في مسجد قباء. (وَإِرْصاداً) انتظارا لسوء يتوقع ، أو لحفظ مكروه يفعل.
(لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ) بمخالفتهما ، أو عداوتهما ، وهو أبو عامر الراهب والد حنظلة بن الراهب ، وكان قد حزّب على الرسول صلىاللهعليهوسلم فبنوه له ليصلي فيه إذا رجع من عند هرقل اعتقادا منهم أنه إذا صلى فيه نصروا ، ابتدءوا بنيانه والرسول صلىاللهعليهوسلم خارج إلى تبوك فسألوه أن يصلي فيه فقال : «أنا على سفر ولو قدمنا إن شاء الله تعالى أتيانكم وصلينا لكم فيه» ، فلما رجع أتوه وقد فرغوا منه وصلوا فيه الجمعة والسبت والأحد وقالوا : قد فرغنا منه ، فأتاه خبره وأنزل الله تعالى فيه ما أنزل.
(لا تَقُمْ فِيهِ) لا تصل فيه فعند ذلك أمر الرسول صلىاللهعليهوسلم بهدمه فحرق ، أو انهار في يوم الاثنين ولم يحرق.
(لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨))