(أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦))
(يُفْتَنُونَ) يبتلون ، أو يضلون ، أو يختبرون بالجوع والقحط ، أو بالجهاد والغزو في سبيل الله ، أو ما يلقونه من الكذب على الرسول صلىاللهعليهوسلم أو ما هتكه الله تعالى من أسرارهم.
(لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٢٨))
(مِنْ أَنْفُسِكُمْ) لم يبق من العرب بطن إلا ولده ، أو من المؤمنين لم يصبه شرك ، أو من نكاح لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية ، أو ممن تعرفونه بينكم.
(عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) شديد عليه ما شق عليكم ، أو شديد عليه ما ضللتم ، أو عزيز عليه عنت مؤمنكم.
(حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) أن تؤمنوا.
(رَؤُفٌ رَحِيمٌ) بما يأمرهم به من الهدى ويؤثره من صلاحهم ، نزلت هذه الآية والتي بعدها بمكة ، أو هما آخر ما نزل.
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (١٢٩))
(فَإِنْ تَوَلَّوْا) عنك ، أو عن طاعة الله تعالى.
سورة يونس (١)
(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (١))
(الر) أنا الله أرى أو حروف من الرحمن ، وقيل (الر) و «لَحْمَ» و (ن) اسم الرحمن
__________________
(١) سورة يونس سميت بذلك لذكر قصة نبي الله يونس فيها ، وما تضمنته من العظة والعبرة برفع العذاب عن قومه حين آمنوا بعد أن كاد يحل بهم البلاء والعذاب وهذا من الخصائص التي خصّ الله بها قوم يونس لصدق توبتهم وإيمانهم.
وهى سورة مكية ما عدا الآيات (٤٠ ، ٩٤ ، ٩٥ ، ٩٦) فمدنية ، وهي من سور المئين ، وقد نزلت بعد سورة الإسراء ، وتبدأ السورة بحروف مقطعة الر ، تنتهي السورة بضرورة اتّباع حكم الله والصبر عليه والصبر على ما يلقاه من أذى ، وقد تحدثت السورة عن قصص الأنبياء ومنهم سيدنا يونس الذي عرف بذي النون.
سورة يونس من السور المكية التي تعني بأصول العقيدة الإسلامية : الإيمان بالله تعالى والإيمان بالكتب والرسل والبعث والجزاء وهي تتميز بطابع التوجيه إلى الإيمان بالرسالات السماوية وبوجه أخص إلى القرآن العظيم خاتمة الكتب المنزلة والمعجزة الخالدة على مدى العصور والدهور.