الشيء والامتناع منه خوفا من مواقعة القبيح.
(بَعُوضَةً) صغار البق لأنها كبعض بقة كبيرة.
(فَما فَوْقَها) ما : صلة ، أو بمعنى الذي ، أو ما بين بعوضة إلى ما فوقها.
(فَوْقَها) في الكبر ، أو في الصغر.
نزلت في المنافقين لما ضرب لهم المثل بالمستوقد والصيب قالوا : الله أعلى أن يضرب هذه الأمثال.
أو ضربت مثلا للدنيا وأهلها فإن البقة تحيا ما جاعت فإذا شبعت ماتت ، فكذا أهل الدنيا إذا امتلئوا منها أخذوا.
أو نزلت في أهل الضلالة لما ذكر الله تعالى العنكبوت والذباب قالوا ما بالهما يذكران فنزلت.
(يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) بالمثل كثيرا.
(وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً) أو يضل بالتكذيب بالأمثال المضروبة كثيرا ، ويهدي بالتصديق بها كثيرا ، أو حكاه عمن ضل منهم ، ومن اهتدى.
(الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٢٧))
(يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ) النقض : ضد الإبرام ، والميثاق : ما وقع التوثق به ، والعهد : الوصية ، أو الموثق ، فعهده : ما أنزله في الكتب من الأمر والنهي ، ونقض ذلك ، مخالفته ، أو العهد : ذكر صفة النبي صلىاللهعليهوسلم في الكتب ، ونقضه : جحودهم له بعد إعطائهم ميثاقهم (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) [آل عمران : ١٨٧] ، أو العهد : ما جعل في العقول من حجج التوحيد ، وتصديق الرسل صلوات الله تعالى عليهم وسلامه بالمعجزات ، أو العهد : الذي أخذ عليهم يوم الذر إذ أخرجوا من صلب آدم عليه الصلاة والسّلام ، والضمير في ميثاقه عائد على اسم الله تعالى ، أو على العهد. عني بهؤلاء المنافقين ، أو أهل الكتاب ، أو جميع الكفار.
(ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) هو الرسول ، قطعوه بالتكذيب والعصيان ، أو الرحم والقرابة ، أو هو عام في كل ما أمر بوصله.
(وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) بإخافة السبيل ، وقطع الطريق ، أو بدعائهم إلى الكفر.
(الْخاسِرُونَ) الخسار : النقصان ، نقصوا حظوظهم وشرفهم ، أو الخسار : الهلاك ، أو كل ما نسب إلى غير المسلم من الخسار فالمراد به الكفر ، وما نسب إلى المسلم فالمراد به الذنب.