سورة هود (١)
(الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١))
(كِتابٌ) القرآن.
(أُحْكِمَتْ آياتُهُ) بالأمر والنهي.
(ثُمَّ فُصِّلَتْ) بالثواب والعقاب ، أو أحكمتم من الباطل ثم فصّلت بالحلال والحرام والطاعة والمعصية ، أو آيات هذه السورة كلها محكمة.
(فُصِّلَتْ) فسّرت ، أو أحكمت آياته للمعتبرين وفصّلت للمتقين ، أو أحكمت آياته في القلوب وفصّلت أحكامه على الأبدان.
(حَكِيمٍ) في أفعاله.
(خَبِيرٍ) بمصالح عباده ، أو حكيم فيما أنزل خبير بمن يتقبل.
(أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (٢))
(أَلَّا تَعْبُدُوا) يعني أن كتبت في الكتاب أن لا تعبدوا إلا الله ، أو أمر رسوله صلىاللهعليهوسلم أن يقول ذلك.
(نَذِيرٌ) من النار. (وَبَشِيرٌ) بالجنة.
(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (٣))
(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ) مما سلف ثم توبوا إليه في المستأنف متى وقعت منكم ذنوب ، أو قدّم الاستغفار ، لأنه المقصود وأخّر التوبة لأنها سبب إليه.
__________________
(١) سورة هود سميت بذلك تخليدا لجهود نبي الله هود في الدعوة إلى الله فقد أرسله الله تعالى إلى قوم عاد العتاة المتجبرين الذين اغتروا بقوة أجسامهم وقالوا من أشد منا قوة فأهلكهم الله بالريح الصرصر العاتية.
وهى سورة مكية ما عدا الآيات (١٢ ، ١٧ ، ١١٤) فمدنية ، نزلت بعد سورة يونس ، بدأت بحروف مقطعة الر وختمت السورة ببيان الحكمة لقصص الأنبياء.
وسورة هود مكية وهي تعنى بأصول العقيدة الإسلامية التوحيد والرسالة والبعث والجزاء وقد عرضت لقصص الانبياء بالتفصيل تسلية للنبي على ما يلقاه من أذى المشركين لا سيما بعد تلك الفترة العصيبة التي مرّت عليه بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة فكانت الآيات تتنزل عليه وهي تقص عليه ما حدث لإخوانه الرسل من أنواع الابتلاء ليتأسى بهم في الصبر والثبات.
عن أبي بكر الصديق قال : قلت يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب قال : شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت.