(جاعِلٌ) خالق ، أو فاعل. (فِي الْأَرْضِ) قيل إنها مكة.
(خَلِيفَةً) الخليفة من قام مقام غيره ، خليفة : يخلفني في الحكم بين الخلق ، هو آدم صلىاللهعليهوسلم ومن قام مقامه من ذريته ، أو بنو آدم يخلفون آدم ، ويخلف بعضهم بعضا في العمل بالحق ، وعمارة الأرض ، أو آدم وذريته خلفاء من الذين كانوا فيها فأفسدوا ، وسفكوا الدماء.
(أَتَجْعَلُ) استفهام لم يجبهم عنه ، أو إيجاب قالوه ظنا لما رأوا الجن قد أفسدوا في الأرض ألحقوا الإنس بهم في ذلك ، أو قالوه عن إخبار الله تعالى لهم بذلك ، فذكروا ذلك استعظاما لفعلهم مع أنعامه عليهم ، أو قالوه تعجبا من استخلافه لهم مع إفسادهم.
(وَيَسْفِكُ) السفك : صب الدم خاصة ، والسفح : مثله إلا أنه يستعمل في كل مائع على وجه التضييع ولذلك قيل للزنا سفاح.
(نُسَبِّحُ) التسبيح : التنزيه من السوء على وجه التعظيم ، فلا يسبّح غير الله تعالى ، لأنه قد صار مستعملا في أعلى مراتب التعظيم التي لا يستحقها سواه ، نسبح لك نصلي لك ، أو نعظمك ، أو التسبيح المعروف ، أو هو رفع الصوت بالذكر.
(وَنُقَدِّسُ لَكَ) التقديس : التطهير ، الأرض المقدسة : المطهرة. نقدس : نصلي لك ، أو نطهرك من الأدناس ، أو التقديس المعروف.
(ما لا تَعْلَمُونَ) ما أضمره إبليس من المعصية ، أو من ذرية آدم صلىاللهعليهوسلم من الأنبياء المصلحين ، أو ما اختص بعلمه من تدبير المصالح.
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣١))
(آدَمَ) سمي به ، لأنه خلق من أديم الأرض : وهو وجهها الظاهر ، أو أخذ من الأدمة.
(الْأَسْماءَ) أسماه الملائكة ، أو أسماء ذريته ، أو أسماء كل شيء ، علم الأسماء وحدها ، أو الأسماء والمسميات ، وعلى الأول علمها بلغته التي كان يتكلم بها ، أو علمها بجميع اللغات ، وعلمها آدم صلىاللهعليهوسلم ولده فلما تفرقوا تكلمت كل طائفة بلسان ألفوه منها ، ثم نسوا الباقي بتطاول الزمان ، أو أصبحوا وقد تكلمت كل طائفة بلغة ، ونسوا غيرها في ليلة واحدة ، وهذا خارق.
(عَرَضَهُمْ) الأسماء ، أو المسمين على الأصح ، وعرضهم بعد أن خلقهم ، أو صورهم لقلوب الملائكة ثم عرضهم قبل خلقهم.
(أَنْبِئُونِي) أخبروني ، مأخوذة من الإنباء ، وهو الإخبار على الأظهر ، أو الإعلام.
(صادِقِينَ) أني لا أخلق خلقا إلا كنتم أعلم منه ، لأنه وقع لهم ذلك ، أو فيما زعتمم