بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق
الحمد لله رب العالمين ، شرفنا بلغة القرآن ، وجعله لنا هدى ورحمة وبشرى للمؤمنين ، فهو الصراط المستقيم والنور المبين والشفيع لأهله يوم الدين.
والصلاة والسّلام الأتمان الأكملان على سيد ولد عدنان خير نبي أرسل ، أوحي إليه بخير كتاب أنزل ، وارض اللهم عن الآل الأطهار ، والأصحاب الأخيار ، من المهاجرين والأنصار ، الذين حفظوا كتابك الكريم ، وتناقلوا الشرع الحنيف ، وسنة نبيك الشريف ، فاللهم ألحقنا بهم على الإيمان وأدخلنا معهم جنات النعيم اللهم آمين.
أما بعد
فنقدم لأهل هذا العلم هذا الكتاب القيم لسلطان العلماء عز الإسلام العز بن عبد السّلام.
وبداية نترجم لهذا العلم الهمام فنقول :
مولده ونسبه :
هو العالم العامل عبد العزيز بن عبد السّلام بن أبي القاسم بن الحسن ، السلمي ، الدمشقي ، الملقب بسلطان العلماء ، وشيخ الإسلام ، ويعرف بالعز بن عبد السّلام.
فقيه ، شافعي ، بلغ رتبة الاجتهاد في الدين.
ولد بدمشق سنة ٥٧٧ ه / ١١٨١ : ١١٨٢ م ، ونشأ بها.
رحلاته وجهاده عن طريق الدعوة :
زار بغداد سنة (٥٩٩ ه / ١٢٠٢ : ١٢٠٣ م) فأقام شهرا وعاد إلى دمشق فتولى الخطابة والتدريس بزاوية الغزالي ، ثم الخطابة بالجامع الأموي ، ولما سلم الصالح إسماعيل ابن العادل قلعة صفد للفرنجة اختيارا أنكر عليه ابن عبد السّلام ولم يدع له في الخطبة ، فغضب وحبسه ، ثم أطلقه وخرج إلى مصر ، فولاه صاحبها الصالح نجم الدين أيوب القضاء والخطابة ، ومكنه من الأمر والنهي. ثم اعتزل ولزم بيته. ولما مرض أرسل إليه الملك الظاهر يقول : إن في أولادك من يصلح لوظائفك فقال : لا. وتوفي بالقاهرة سنة ٦٦٠ ه / ١٢٦٢ م.
وقف العز بن عبد السّلام حياته على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فاشتغل بالخطابة والإمامة ومحاربة البدع ، وكان التوجه بأحاديثه وخطبه إلى العلماء والأئمة اللذين