(مَسْحُوراً) سحر فاختلط عليه أمره ، أو مخدوعا ، أو له سحر يعنون يأكل ويشرب فهو مثلكم وليس بملك.
(وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (٤٩))
(وَرُفاتاً) ترابا ، أو ما أرفت من العظام مثل الفتات.
(قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً (٥٠))
(حِجارَةً) إن عجبتم من إنشائكم لحما ودما فكونوا حجارة أو حديدا إن قدرتم ، أو لو كنتم حجارة أو حديدا لم تفوتوا الله تعالى إذا أرادكم إلا أنه أخرجه مخرج الأمر أبلغ إلزاما.
(أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (٥١))
(مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) السماوات والأرض والجبال ، أو الموت ، أو البعث لأنه أكبر شيء عندهم ، أو جميع ما تستعظمونه من خلق الله تعالى فإن الله يميتكم ثم يحييكم.
(فَسَيُنْغِضُونَ) يحركون رؤوسهم استهزاء.
(يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (٥٢))
(يَدْعُوكُمْ) الله للخروج إلى أرض المحشر بكلام يسمعه جميع العباد ، أو يسمعون الصيحة فتكون داعية إلى اجتماعهم في أرض القيامة.
(بِحَمْدِهِ) فتستجيبون حامدين بألسنتكم ، أو على ما يقتضي حمده من أفعالكم.
(لَبِثْتُمْ) في الدنيا لطول لبث الآخرة ، أو احتقروا أمر الدنيا لما عاينوا القيامة ، أو لما يرون من سرعة الرجوع يظنون قلة لبثهم في القبور ، أو عبّر بذلك عن تقريب الوقت لقول الحسن رضي الله تعالى عنه كأنك بالدنيا لم تكن وبالآخرة لم تزل.
(وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً (٥٣))
(الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) : تصديق الرسول صلىاللهعليهوسلم لأن الشيطان ينزغ في تكذيبه ، أو امتثال الأوامر والنواهي ، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أو أن يرد خيرا على من شتمه ، قيل نزلت في عمر رضي الله تعالى عنه شتمه بعض كفار قريش فهمّ به.
(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (٥٤))