(قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١١٠))
(أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) كان ذكر الرحمن قليلا في القرآن كثيرا في التوراة ، فلما أسلم ابن سلام وأصحابه آثروا أن يكون ذكر الرحمن كثيرا في القرآن فنزلت ، أو دعا الرسول صلىاللهعليهوسلم في سجوده فقال : «يا رحمن يا رحيم» ، فقالوا : هذا يزعم أن له إلها واحدا وهو يدعو مثنى مثنى فنزلت (بِصَلاتِكَ) بدعائك أو بالصلاة المشروعة ، كان الرسول صلىاللهعليهوسلم يجهر في القراءة فيها بمكة فإذا سمعوه سبّوه فنهي عن شدة الجهر وعن المخافتة لئلا يسمع أصحابه ويبتغي بينهما سبيلا ، أو نهي أن يجهر في الجميع ويسر في الجميع وأمر بالجهر في صلاة الليل والإسرار في صلاة النهار ، أو عن الجهر بتشهد الصلاة ، أو عن الجهر بفعل الصلاة ، لأنه كان يجهر بها فتؤذيه قريش فخافت بها فأمر أن لا يجهر بها كما كان وأن لا يخافت بها كما صارت ويتخذ بينهما سبيلا ، أو الجهر بها تحسينها رياء والمخافتة إساءتها في الخلوة ، أو لا يصليها رياء ولا يتركها حياء.
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (١١١))
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ) لم يحالف أحدا ، أو لا يطلب نصر أحد ، أو لا ولي له من اليهود والنصارى لأنهم أذل الناس.
(وَكَبِّرْهُ) عن كل ما لا يجوز عليه ، أو صفه بأنه أكبر من كل شيء ، أو عظمه تعظيما.
سورة الكهف (١)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (١))
(عَبْدِهِ) محمد صلىاللهعليهوسلم ، والكتاب : القرآن تمدح بإنزاله عليه خصوصا وعلى الخلق عموما.
__________________
(١) سميت سورة الكهف لما فيها من المعجزة الربانية في تلك القصة العجيبة الغريبة قصة أصحاب الكهف ، وهي سورة مكية عدا الآية (٣٨) ، ومن الآية (٨٦ : ١٥١) فمدنية ، وقد نزلت بعد سورة الغاشية ، وقد بدأت السورة بأسلوب الثناء ، بدأت بالحمد لله ، وهي إحدى سور خمس بدئت بالحمد لله وهذه السور هي الفاتحة ، الأنعام ، الكهف ، سبأ ، فاطر وكلها تبتدئ بتمجيد الله جل وعلا وتقديسه والاعتراف له بالعظمة والكبرياء والجلال والكمال وقد تحدثت السورة عن قصة ذي القرنين وسيدنا موسى والرجل الصالح.
عن أبي الدرداء عن النبي قال : من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله" من قرأ من سورة الكهف عشر آيات عند منامه عصم من فتنة الدجال ومن قرأ خاتمتها عند رقاده كان له نورا من لدن قرنه إلى قدمه يوم القيامة.