(يا أُخْتَ هارُونَ) لأبويه أو نسبت إلى رجل صالح كان اسمه هارون تنسب إليه من تعرف بالصلاح مروي عن الرسول صلىاللهعليهوسلم أو نسبت إلى هارون أخي موسى لأنها من ولده كما يقال : يا أخا بني فلان أو كان رجلا معلنا بالفسق فنسبت إليه.
(فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (٢٩))
(فَأَشارَتْ) إلى الله تعالى فلم يفهموا إشارتها ، أو إلى عيسى على الأظهر ألهمها الله تعالى ذلك بأنه سيبرئها ، أو أمرها به.
(مَنْ كانَ) صلة ، أو بمعنى يكون.
(الْمَهْدِ) سرير الطفل ، أوة حجرها غضبوا لما أشارت إليه وقالوا : لسخريتها بنا أعظم من زناها ، فلما تكلم قالوا : إنّ هذا لأمر عظيم.
(قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠))
(آتانِيَ) سيؤتيني. (وَجَعَلَنِي) سيجلعني ، أو كان وقت كلامه في المهد نبيا كامل العقل ، قاله الحسن رضي الله تعالى عنه وكلمهم وهو ابن أربعين يوما.
(وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (٣١))
(مُبارَكاً) نفّاعا ، أو معلما للخير ، أو عارفا بالله تعالى داعيا إليه ، أو آمرا بالعرف ناهيا عن المنكر.
(بِالصَّلاةِ) ذات الركوع والسجود ، أو الدعاء. (وَالزَّكاةِ) للمال ، أو التطهير من الذنوب.
(وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (٣٢))
(جَبَّاراً) جاهلا بأحكامه.
(شَقِيًّا) متكبرا عن عبادته ، أو الجبار الذي لا ينصح والشقي الذي لا يقبل النصح.
(وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣))
(وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ) السلامة لي في الدنيا وفي القبر وفي البعث ، لأن له أحوالا ثلاثة : حياة الدنيا والموت مقبورا والبعث فسلم في هذه من الأحزان ، أو سلم في الولادة من همزة الشيطان إذ لا مولود إلا يهمزه.
(وَيَوْمَ أَمُوتُ) سلامته من ضغطة القبر لأنه غير مدفون في الأرض ، ويوم البعث : يحتمل سلامته من العرض والحساب. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ثم انقطع كلامه حتى بلغ مبلغ الغلمان.
(ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (٣٤))