أجابه بقوله : ولنبلونّكم يا أهل مكة.
(الْخَوْفِ) الفزع في القتال. (وَالْجُوعِ) والجدب.
(وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ) نقص الأنفس بالقتل والموت.
(الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٦))
(إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) في نفس ، أو أهل ، أو مال.
(إِنَّا لِلَّهِ) ملكه فلا يظلمنا بما يصنع بنا.
(راجِعُونَ) بالبعث.
(أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧))
(صَلَواتٌ) يتلو بعضها بعضا ، والصلاة من الله تعالى الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الناس الدعاء وعطف الرحمة على الصلوات لاختلاف اللفظ.
(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (١٥٨))
(الصَّفا) جمع صفاة ، وهي الحجارة البيض.
(وَالْمَرْوَةَ) حجارة سود ، والأظهر أن الصفا : الحجارة الصلبة التي لا تنبت. والمروة : الحجارة الرخوة ، وقد قيل ذكّر الصفا باسم إساف ، وأنثت المروة بنائلة.
(شَعائِرِ اللهِ) التي جعلها لعبادته معلما ، أو أنه أشعر عباده وأخبرهم بما عليهم من الطواف بهما.
(حَجَّ) الحج : القصد ، أو العود مرة بعد أخرى ، لأنّهم يأتون البيت قبل عرفة وبعدها للإفاضة ، ثم يرجعون إلى منى ، ثم يعودون إليه لطواف الصّدر ، والعمرة : القصد ، أو الزيارة.
(فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) لما كانوا يطوفون بينهما في الجاهلية تعظيما لإساف ونائلة تحرجوا بعد الإسلام أن يضاهوا ما كانوا يفعلونه في الجاهلية فنزلت. وقرأ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وابن مسعود رضي الله عنه (١)(فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) فلذلك أسقط أبو حنيفة رحمة الله تعالى السعي ، ولا حجة في ذلك ، لأن لا صلة مؤكدة ك (قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ) [الأعراف : ١٢].
__________________
(١) هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلى أبو عبد الرحمن ، ويعرف بابن أم عبد ، أحد السابقين الأولين أسلم قديما وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد بعدها ، ولازم النبي صلىاللهعليهوسلم وكان صاحب نعليه. انظر الإصابة في تمييز الصحابة (٤ / ٢٣٣) ، ترجمة ٤٩٥٧).