البطحاء ففته بيده ثم قال يا محمد : أيحيي هذا الله بعد ما بلى. قال : نعم يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك جهنم فنزلت.
(خَصِيمٌ) مجادل. (مُبِينٌ) حجة ، يجوز أن يذكّره بذلك نعمه ، أو يدله به على قدرته على البعث.
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) [يس : ٨٠].
(مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ) الذي قدر على إخراج النار من الشجر مع ما بينهما من التضاد قادر على البعث. قيل تقدح النار من كل شجر إلا العناب وقيل الشجر محمد صلىاللهعليهوسلم والنار الهدى والنور الذي جاء به.
(تُوقِدُونَ) تقتبسون الدين.
(إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس : ٨٢].
(أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ) بأمره فيوجد ، أو ليس في كلامهم أخف ولا أسرع من كن فجعلها مثلا لأمره في السرعة.
(فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [يس : ٨٣].
(مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) خزائنه ، أو ملكه وفيه مبالغة.
سورة الصافات (١)
(وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) [الصافات : ١].
(وَالصَّافَّاتِ) الملائكة صفوفا في السماء ، أو في الصلاة عند ربهم أو صافة أجنحتها في الهواء قائمة حتى يأمرها الله تعالى بما يريد ، أو هم عباد السماء أو جماعة المؤمنين صافّين في الصلاة والقتال.
(فَالزَّاجِراتِ زَجْراً) [الصافات : ٢].
(فَالزَّاجِراتِ) الملائكة لزجرها السحاب ، أو عن المعاصي ، أو آيات القرآن الزواجر الأمر والنهي التي زجر الله تعالى بهما عباده.
(فَالتَّالِياتِ ذِكْراً) [الصافات : ٣].
__________________
(١) سميت السورة سورة الصافات تذكيرا للعباد بالملأ الأعلى من الملائكة الأطهار الذين لا ينفكون عن طاعة الله وعبادته يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ وبيان وظائفهم التي كلّفوا بها ، وهي سورة مكية ، وقد نزلت بعد سورة الأنعام ، وهي من السور المكية التي تعني بأصول العقيدة الإسلامية التوحيد والوحي والبعث والجزاء شأنها كشأن سائر السورة المكية التي تهدف إلى تثبيت دعائم الإيمان.