(جاثِيَةً) مستوفزة والمستوفز الذي لا يصيب الأرض إلا ركبتاه وأطراف أنامله أو مجتمعة ، أو متميزة ، أو خاضعة بلغة قريش ، أو باركة على الركب للكفار خاصة ، أو عامة فيهم وفي المؤمنين انتظارا للحساب. قال الرسول صلىاللهعليهوسلم «كأني أراكم بالكوم جاثين دون جهنم».
(كِتابِهَا) حسابها ، أو المنزل على رسولها ، أو الذي كان يستنسخ لها فيه ما عملت من شر أو خير.
(هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجاثية : ٢٩].
(هذا كِتابُنا) القرآن يدلكم على ما فيه من الحق فكأنه شاهد عليكم ، أو اللوح المحفوظ يشهد بما فيه من شقاوة وسعادة أو كتاب أعمالهم يشهد عليكم بما تضمنه من صدق أعمالكم.
(نَسْتَنْسِخُ) يستكتب الحفظة أعمالهم في الدنيا ، أو الحفظة تستنسخ الخزنة ما هو مدون عندها من أحوال العباد. أو ما حفظته عليكم الحفظة لأن الحفظة ترفع إلى الخزنة صحائف الأعمال.
(وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) [الجاثية : ٣٤].
(نَنْساكُمْ) نترككم في النار كما تركتم أمري ، أو نترككم من الخير كما تركتم العمل ، أو نترككم من الرحمة كما تركتم الطاعة.
(وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الجاثية : ٣٧].
(الْكِبْرِياءُ) العظمة ، أو السلطان ، أو الشرف ، أو البقاء. (وَهُوَ الْعَزِيزُ) في انتقامه.
(الْحَكِيمُ) في تدبيره.
سورة الأحقاف (١)
(حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [الأحقاف : ١ ـ ٢].
(حم) قضي نزول الكتاب من الله العزيز الحكيم ، أو هذا الكتاب القرآن تنزيل من الله.
__________________
(١) سميت سورة الأحقاف لأنها مساكن عاد الذين أهلكهم الله بطغيانهم وجبروتهم وكانت مساكنهم بالأحقاف من أرض اليمن وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ. الآية ، وهي سورة مكية إلا الآيات (١٠ ، ١٥ ، ٣٥) فمدنية ، وقد نزلت بعد سورة الجاثية ، ويدور محور السورة حول العقيدة في أصوله الكبرى الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء والرسالة والرسول لإثبات صحة رسالة محمد وصدق القرآن.