أَمْثالَكُمْ) [محمد : ٣٨].
(تَتَوَلَّوْا) عن كتابي ، أو طاعتي أو الصدقة التي أمرتكم بها أو عن هذا الأمر فلا تقبلوه.
(قَوْماً غَيْرَكُمْ) أهل اليمن ، أو من شاء من سائر الناس ، أو الفرس. سئل الرسول صلىاللهعليهوسلم عن ذلك فضرب على منكب سلمان ، فقال : هذا وقومه.
(أَمْثالَكُمْ) في البخل بالنفقة في سبيل الله ، أو في المعصية وترك الطاعة.
سورة الفتح (١)
(إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) [الفتح : ١].
(فَتَحْنا) أعلمناك بما أنزلناه من القرآن وعرفناك من الدين يعبّر عن العلم بالفتح ومنه (مَفاتِحُ الْغَيْبِ) [الأنعام : ٥٩] علم الغيب ، أو قضينا لك بفتح مكة قضاء بيّنا. وعده بذلك مرجعه من الحديبية ، أو قضينا في الحديبية قضاء مبينا بالهدنة. قال جابر : ما كنا نعد فتح مكة إلا يوم الحديبية ، أو بيعة الرضوان قال البراء : أنتم تعدون الفتح فتح مكة ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية ، أو نحره وحلقه يومئذ ، والحديبية بئر تمضمض فيها الرسول صلىاللهعليهوسلم.
وقد غارت فجاشت بالماء.
(لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) [الفتح : ٢].
(لِيَغْفِرَ لَكَ) إكمالا للنعمة عليك ، أو يصبرك على أذى قومك. (ما تَقَدَّمَ) قبل الفتح. (وَما تَأَخَّرَ) بعده ، أو ما تقدم النبوة وما تأخر عنها ، أو ما وقع وما لم يقع. وعده بأنه مغفور إن وقع.
(نِعْمَتَهُ) بفتح مكة والطائف وخيبر ، أو بخضوع من استكبر وطاعة من تجبر قال عبد الله بن أبي للأنصار كيف تدخلون في دين رجل لا يدري ما يفعل به ولا بمن اتبعه هذا والله هو الضلال المبين ، فقال شيحان : يا رسول الله ألا تسأل ربك يخبرك بما يفعل بك وبمن اتبعك فقال : إن له أجلا فأبشرا بما يسركما فلما نزلت قرأها على أصحابه فقال أحدهم : هنيئا مريئا يا رسول الله قد بيّن الله تعالى لك ما يفعل بك فما ذا يفعل بنا فنزلت
__________________
(١) سميت سورة الفتح لأن الله تعالى بشّر المؤمنين بالفتح المبين إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً .. الآيات ، وهي سورة مدنية نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية ، بعد سورة الجمعة ، وتعني السورة بجانب التشريع شأن سائر السور المدنية التي تعالج الأسس التشريعية في المعاملات والعبادات والأخلاق والتوجيه.