تبدو صلاتهم في وجوههم ، أو نور وجوههم يوم القيامة.
(مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ) بأن سيماهم في وجوههم.
(وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) كزرع ، أو كلا المثلين في التوراة والإنجيل.
(شَطْأَهُ) شوك السنبل وهو البهمي والسفا ، أو السنبل يخرج من الحبة عشر سنبلات وتسع وثمان ، أو فراخه التي تخرج من جوانبه. شاطىء النهر جانبه.
(فَآزَرَهُ) ساواه فصار مثل الأم ، أو شد فراخ الزرع أصول النبت وقواها.
(فَاسْتَغْلَظَ) باجتماع الفراخ مع الأصول.
(لِيَغِيظَ بِهِمُ) بالرسول صلىاللهعليهوسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم لأن ما أعجب المؤمنين من قوتهم كإعجاب الزراع بقوة زرعهم هو الذي غاظ الكفار منهم شبه ضعف الرسول صلىاللهعليهوسلم في أمره وإجابة الواحد بعد الواحد له حتى قوي أمره وكثر جمعه بالزرع يبدو ضعيفا فيقوى حالا بعد حال حتى يغلظ بساقه وأفراخه.
سورة الحجرات (١)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الحجرات : ١].
(لا تُقَدِّمُوا) كان بعضهم يقول لو أنزل فيّ كذا لو أنزل فيّ كذا فنزلت ، أو نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه ، أو لا يفتاتوا على الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوسلم حتى يقضي على لسان رسوله صلىاللهعليهوسلم ، أو ذبحوا قبل الرسول صلّى الله عليه سلم فأمروا بإعادة الذبح ، أو لا تقدموا أعمال الطاعات قبل وقتها المأمور به قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : بعث الرسول صلىاللهعليهوسلم أربعة عشر رجلا من أصحابه إلى بني عامر فقتلوهم إلا ثلاثة فلما رجعوا إلى المدينة لقوا رجلين من بني سليم فسألوهم عن نسبهما فقالا من بين عامر فقتلوهما فأتى بنو سليم وقالوا للرسول صلىاللهعليهوسلم : إن بيننا وبينك عهدا وقد قتل منا رجلان فوداهما الرسول صلىاللهعليهوسلم ونزلت هذه الآية في قتلهما.
(وَاتَّقُوا) في التقديم. (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لأقوالكم. (عَلِيمٌ) بأفعالكم.
__________________
(١) سميت سورة الحجرات لأن الله تعالى ذكر فيها بيوت النبي وهي الحجرات التي كان يسكنها أمهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله عليهن ، وهي سورة مدنية ، نزلت بعد سورة المجادلة ، بدأت السورة بأسلوب النداء يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ، ونهت السورة المسلمين عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي ، كما تضمنت السورة حقائق التربية الخالدة وأسس المدنية الفاضلة حتى سماها بعض المفسرين سورة الأخلاق.