سورة القمر (١)
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر : ١].
(اقْتَرَبَتِ) دنت سميت ساعة لقرب الأمر فيها ، أو لمجيئها في ساعة من يومها.
(وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) اتضح الأمر وظهر يضربون المثل بالقمر فيما وضع وظهر ، أو انشقاقه انشقاق الظلمة عنه بطلوعه في أثنائها كما سمي الصبح فلقا لانفلاق الظلمة عنه ، أو ينشق حقيقة بعد النفخة الثانية ، أو انشق على عهد رسول الله صلّى الله عليه سلم عند الجمهور ، قال ابن مسعود رضي الله عنه رأيت القمر منشقا شقتين مرتين بمكة قبل مخرج الرسول صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة شقة على أبي قبيس وشقة على السويداء فقالوا سحر القمر.
(وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) [القمر : ٢].
(آيَةً) انشقاق القمر أو أي آية رأوها أعرضوا عنها.
(مُسْتَمِرٌّ) ذاهب ، أو شديد من إمرار الحبل وهو شدة فتله ، أو دائم ، أو استمر من الأرض إلى السماء أو يشبه بعضه بعضا.
(وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) [القمر : ٣].
(مُسْتَقِرٌّ) يوم القيامة ، أو الخير لأهل الخير والشر لأهل الشر ، أو يستقر حقه من باطله ، أو لكل شيء غاية في حلوله ووقوعه.
(وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ) [القمر : ٤].
(الْأَنْباءِ) القرآن ، أو أحاديث من سلف. (مُزْدَجَرٌ) مانع من المعصية.
(حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ) [القمر : ٥].
(حِكْمَةٌ) بالغة الكتاب والسنة.
(مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) [القمر : ٨].
(مُهْطِعِينَ) مسرعين ، أو مقبلين ، أو عامدين ، أو ناظرين ، أو فاتحين آذانهم إلى الصوت ، أو قابضين ما بين أعينهم.
(فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) [القمر : ١١].
__________________
(١) سورة القمر سورة مكية ، نزلت بعد سورة الطارق ، وقد بدأت السورة بفعل ماضي ، وهذه السورة لم يذكر فيها لفظ الجلالة الله ، وقد عالجت السورة أصول العقيدة الإسلامية ، وهى من بدئها إلى نهايتها حملة عنيفة مفزعة على المكذبين بآيات القرآن ، وطابع السورة الخاص هو طابع التهديد والوعيد والإعذار والإنذار مع صور شتى من مشاهد العذاب والدمار.