يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد : ٢٩].
(لِئَلَّا يَعْلَمَ) ليعلم ولا صلة. (فَضْلِ اللهِ) الإسلام ، أو الرزق.
سورة المجادلة (١)
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) [المجادلة : ١].
(الَّتِي تُجادِلُكَ) خولة بنت خويلد ، أو بنت ثعلبة أحدهما أبوها والآخر جدها ، زوجها أوس بن الصامت كان به لمم فأصابه بعض لممه فظاهر منها فأتت الرسول صلّى الله عليه سلم تستفتيه فقالت : يا رسول الله إن الله قد نسخ سنن الجاهلية وإن زوجي ظاهر مني فقال : ما أوحي إليّ في هذا شيء فقالت : أوحي إليك في كل شيء وطوي عنك هذا فقال : هو ما قلت فقالت أشكو إلى الله لا إلى رسوله فنزلت وكانت تقول يا رسول الله أكل شبابي وانقطع ولدي ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني ظاهر مني اللهم حتى إليك أشكو فما برحت حتى نزلت.
(وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) تستغيث به ، أو تسترحمه. (تَحاوُرَكُما) المحاورة : مراجعة الكلام.
(الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) [المجادلة : ٢].
(يَظْهَرُونَ) سمي ظهارا لأنه حرم ظهرها عليه ، أو شبهها بظهر أمه وكان في الجاهلية طلاقا لا رجعة فيه ولا إباحة بعده فنسخ بوجوب الكفارة بالعود.
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) [المجادلة : ٥].
(يُحَادُّونَ) يعادون ، أو يخالفون ، من الحديد المعد للمحاربة ، أو أن تكون في حد يخالف حد صاحبك.
(كُبِتُوا) أخزوا ، أو أهلكوا ، أو لعنوا ، بلغة مذحج ، أو ردوا مقهورين.
__________________
(١) سميت سورة المجادلة لبيان قصة المرأة التي جادلت النبي وهى خولة بنت ثعلبة ، وتسمى أيضا قد سمع ، الظهار. وهي سورة مدنية ، نزلت بعد سورة المنافقون ، وقد بدأت السورة بأسلوب توكيد قد سمع ، وقد ذكر لفظ الجلالة في كل آية من السورة ، وتناولت السورة أحكاما تشريعية كثيرة كأحكام الظهار والكفارة التي تجب على المظاهر وحكم التناجي وآداب المجالس وتقديم الصدقة عند مناجاة الرسول صلىاللهعليهوسلم وعدم مودة أعداء الله إلى غير ذلك كما تحدثت عن المنافقين وعن اليهود.