عن الجمهور أو لأنه حق على العاقل أن يخافها أو فيها حقائق الأمور.
(وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) [الحاقة : ٣].
كل ما في القرآن (وَما أَدْراكَ) فقد أعلمه به «وما يدريك» فهو مما لم يعلمه به.
(مَا الْحَاقَّةُ) تفخيما لقدرها وشأنها. (وَما أَدْراكَ) ما هذا الاسم لأنه لم يكن من كلام قومه أو (وَما أَدْراكَ) ما يكون في الحاقة.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ) [الحاقة : ٤].
(بِالْقارِعَةِ) كل ما قرع بصوت كالصيحة أو بضرب كالعذاب ويجوز أن يكون في الدنيا ويجوز أن يكون في الآخرة. أو القارعة القيامة لأنها تقرع بهولها وشدائدها أو من القرعة في رفع قوم وحط آخرين قاله المبرد.
(فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) [الحاقة : ٥].
(بِالطَّاغِيَةِ) الصيحة أو الصاعقة أو الذنوب أو بطغيانهم أو الطاغية : عاقر الناقة.
(وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ) [الحاقة : ٦].
(صَرْصَرٍ) بارد من الصر وهو البرد أو شديدة الصوت.
(عاتِيَةٍ) قاهرة أو متجاوزة لحدها أو لا تبقي ولا تذر عتت على خزانها بإذن ربها أو على عاد بلا رحمة ولا رأفة.
(سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) [الحاقة : ٧].
(سَبْعَ لَيالٍ) أولها غداة الأحد أو الأربعاء أو الجمعة.
(حُسُوماً) متتابعات أو مشائيم أو حسمت الليالي والأيام حتى استوفتها بدأت طلوع الشمس وانقطعت مع غروبها آخر يوم أو حسمتهم فلم تبق منهم أحدا.
(خاوِيَةٍ) بالية أو خالية الأجواف أو ساقطة الأبدان خاوية الأصول شبهوا بها لأن أبدانهم خلت من أرواحهم كالنخل الخاوية أو لأن الريح قطعت رؤوسهم عن أجسادهم أو كانت تدخل من أفواههم فتخرج حشوتهم من أدبارهم فصاروا كالنخل الخاوية.
(وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ) [الحاقة : ٩].
(قَبْلَهُ) من معه و (قَبْلَهُ) من تقدمه.
(وَالْمُؤْتَفِكاتُ) الأمم الآفكة من الإفك وهو الكذب أو المقلوبات بالخسف قوم لوط أو قارون وقومه لأنه خسف بهم. (بِالْخاطِئَةِ) الذنوب والخطايا.
(فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً) [الحاقة : ١٠].