(ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) [الحاقة : ٤٦].
(الْوَتِينَ) حبل القلب ونياطه الذي القلب معلق به أو القلب ومراقّه وما يليه أو الحبل الذي في الظهر أو عرق بين العلباء والحلقوم إرادة لقتله بقطع وتينه وإتلافه أو لأن الوتين إذا قطع لا إن جاع عرف ولا إن شبع عرف.
(وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) [الحاقة : ٤٨].
(لَتَذْكِرَةٌ) وإن القرآن لبيان أو رحمة أو موعظة أو نجاة.
(وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ) [الحاقة : ٥٠].
(وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ) وإن القرآن لندامة على الكافر يوم القيامة.
(وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) [الحاقة : ٥١].
(لَحَقُّ الْيَقِينِ) حقا يقينا ليكونن القرآن حسرة على الكافر أو إن القرآن يقين عند جميع الخلق أيقن به المؤمن في الدنيا فنفعه وأيقن به الكافر في الآخرة فلم ينفعه.
سورة المعارج (١)
(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) [المعارج : ١]
استخبر مستخبر متى يقع العذاب تكذيبا أو دعا داع بوقوع العذاب استهزاء أو طلب طالب.
(بِعَذابٍ واقِعٍ) وهو النضر بن الحارث قال : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ.) الآية [الأنفال : ٣٢] وكان حامل لوائهم يوم بدر أو أبو جهل هو قائل ذلك أو جماعة من كفار قريش.
(بِعَذابٍ) الآخرة أو يوم بدر بالقتل والأسر.
(سَأَلَ) بغير همز ، سائل اسم واد في جهنم لأن يسيل بالعذاب.
(مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ) [المعارج : ٣].
(ذِي الْمَعارِجِ) الدرجات أو الفواضل والنعم أو العظمة والعلاء أو الملائكة لعروجهم إليه أو معارج السماء.
__________________
(١) سورة المعارج سميت بهذا الاسم لأنها تضمّن على وصف حالة الملائكة في عروجها إلى السماء ، فسميت بهذا الاسم ، وتسمى أيضا سورة (سأل سائل) ، وهي سورة مكية ، نزلت بعد سورة الحاقة ، تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية ، وقد تناولت الحديث عن القيامة وأهوالها والآخرة وما فيها من سعادة وشقاوة ، وعن أحوال المؤمنين والمجرمين في دار الجزاء والخلود ، والمحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو الحديث عن كفار مكة وإنكارهم للبعث والنشور ، واستهزاؤهم بدعوة الرسول.