(أَخْبارَها) ما عمله العباد على ظهرها عند من رآها القيامة أو بما أخرجت من أثقالها عند الآخرين أو تخبر إذا قال الإنسان مالها بأن الدنيا قد انقضت وأن الآخرة قد أتت فيكون ذلك جوابا لسؤالهم.
(بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) [الزلزلة : ٥].
(أَوْحى لَها) ألهمها فأطاعت أو قال لها أو أمرها والذي أوحاه إليها أن تخرج أثقالها أو تحدث أخبارها.
(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) [الزلزلة : ٦].
(يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة.
(يَصْدُرُ النَّاسُ) من بين يدي الله تعالى فرقا مختلفين بعضهم إلى الجنة وبعضهم إلى النار أو يصيرون في الدنيا عند غلبة الأهواء فرقا مختلفين بالكفر والإيمان والإساءة والإحسان ليروا جزاء أعمالهم يوم القيامة والشتات : التفرق والاختلاف.
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) [الزلزلة : ٧].
(يَرَهُ) يعرفه أو يرى صحيفة عمله أو يرى جزاءه ويلقاه في الآخرة مؤمنا كان أو كافرا أو يرى المؤمن جزاء سيئاته في الدنيا وجزاء حسناته في الآخرة ويرى الكافر جزاء حسناته في الدنيا وجزاء سيئاته في الآخرة قاله طاوس قيل نزلت في ناس من أهل المدينة كانوا لا يتورعون من الصغائر كالنظرة والغمزة والغيبة واللمسة قائلين إنما أوعدنا الله تعالى على الكبائر وفي ناس استقلوا إعطاء الكسرة والتمرة والجوزة قائلين إنما نؤجر على ما نعطيه ونحن نحبه ونزلت والرسول صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه يتغديان فقاما وأمسكا من شدة حزنهما.
سورة العاديات (١)
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) [العاديات : ١].
(وَالْعادِياتِ) الخيل في الجهاد أو الإبل في الحج قاله علي وابن مسعود رضي الله عنهما قال الشاعر :
فلا والعاديات غداة جمع |
|
بأيديها إذا سطع الغبار |
من العدو وهو تباعد الأرجل في سرعة المشي.
(ضَبْحاً) حمحمة الخيل عند العدو أو شدة النفس عند سير الإبل قيل لا يضج
__________________
(١) سورة العاديات سورة مكية ، نزلت بعد سورة العصر ، بدأت بقسم وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ولم يذكر فيها لفظ الجلالة.