سورة التكاثر (١)
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) [التكاثر : ١].
(أَلْهاكُمُ) أنساكم أو شغلكم عن طاعة الله وعبادته.
(التَّكاثُرُ) بالمال والأولاد أو التفاخر بالقبائل في العشائر أو بالمعاش والتجارة.
(حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) [التكاثر : ٢].
(زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) صرتم فيها زوارا ترجعون كرجوع الزائر إلى الجنة أو نار أو تفاخرت بنو سهم وبنو عبد مناف أنهم أكثر عددا فكثرت بنو عبد مناف فقال بنو سهم إن البغي أهلكنا في الجاهلية فعدّوا الأحياء والأموات فعدّهم فكثرت بنو سهم فنزلت.
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) يعني بالعدد.
(حَتَّى زُرْتُمُ) أي ذكرتم الموتى في المقابر.
(كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) [التكاثر : ٣].
(كَلَّا) حقا أو بمعنى «ألا».
(سَوْفَ تَعْلَمُونَ) تهديد ووعيد.
(كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) [التكاثر : ٥].
(لَوْ تَعْلَمُونَ) الآن من البعث والجزاء ما ستعلمونه بعد الموت.
(عِلْمَ الْيَقِينِ) علم الموت الذي هو يقين لا يعترضه شك أو ما تعلمونه يقينا بعد الموت من البعث والجزاء قاله ابن جريج.
(لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) [التكاثر : ٦].
(لَتَرَوُنَّ) أيها الكفار أو عام لأن المؤمن يمر على صراطها.
(ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ) [التكاثر : ٧].
(عَيْنَ الْيَقِينِ) المشاهدة والعيان أو بمعنى الحق اليقين.
(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر : ٨].
__________________
(١) سورة التكاثر سورة مكية ، نزلت بعد سورة الكوثر ، ويدور محور السّورة حول انشغال النّاس بمغريات الحياة ، وتكالبهم على جمع حطام الدّنيا ، حتّى يقطع الموت عليهم متعتهم ويأتيهم فجأة وبغتة ، فينقلهم من القصور إلى القبور ، وقد تكرّر في هذه السّورة الزّجر والإنذار ؛ تخويفا للنّاس ، وتنبيها لهم على خطئهم ، باشتغالهم بالفانية الدّنيا عن الباقية الآخرة (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) وختمت السّورة الكريمة ببيان المخاطر والأهوال الّتي سيلقونها في الآخرة ، والّتي لا يجوزها ولا ينجو منها إلّا المؤمن الّذي قدّم صالح الأعمال.