(يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) [الهمزة : ٣].
(أَخْلَدَهُ) يزيد في عمره أو يمنعه من الموت.
(كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) [الهمزة : ٤].
(الْحُطَمَةِ) الباب السادس من أبواب جهنم أو الدرك الرابع منها أو جهنم نفسها لأنها تأكل ما ألقي فيها والحطمة الرجل الأكول أو لأنها تحطم ما فيها أي تكسره.
(الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) [الهمزة : ٧].
(تَطَّلِعُ) قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «إن النار تأكل أهلها حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت ثم إذا صدروا تعود».
(إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) [الهمزة : ٨].
(مُؤْصَدَةٌ) مطبقة أو مغلقة بلغة قيس أو مسدودة الجوانب لا يفتح منها جانب فلا يدخلها روح ولا يخرج منها غم.
(فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) [الهمزة : ٩].
(عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) موصدة بعمد ممدودة أو معذبون فيها بعمد ممددة أو العمد الممددة أغلال في أعناقهم أو قيود في أرجلهم أو في دهر ممدود.
سورة الفيل (١)
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) [الفيل : ١].
(أَلَمْ تَرَ) ألم تخبر أو ألم تر آثار ما فعل ربك بأصحاب الفيل لأنه ما رأه وولد بعده بأربعين سنة أو ثلاث وعشرين سنة أو ولد عام الفيل أو يوم الفيل وسبب قصدهم لمكة أن أبرهة بن الصباح بنى بصنعاء كنيسة وأراد صرف حج العرب إليها فسمع بذلك رجل من كنانة فخرج فأتاها ليلا فأحدث فيها فبلغ أبرهة فحلف بالله تعالى ليهدمن الكعبة فسار إليها بالفيل. أو خرج فتية من قريش تجارا إلى الحبشة فنزلوا على ساحل البحر على بيعة للنصارى فأوقدوا نارا لطعامهم وتركوها وارتحلوا فهبت ريح فأحرقت البيعة فبلغ النجاشي
__________________
(١) سورة الفيل سورة مكية ، نزلت بعد سورة الكافرون ، ويدور محور السّورة حول قصّة أصحاب الفيل حين قصدوا هدم الكعبة المشرّفة ، فردّ الله كيدهم في نحورهم ، وحمى بيته من تسلّطهم وطغيانهم ، وأرسل على جيش أبرهة الأشرم وجنوده أضعف مخلوقاته ، وهي الطّير الّتي تحمل في أرجلها ومناقيرها حجارة صغيرة ، ولكنّها أشدّ فتكا وتدميرا من الرّصاصات القاتلة ، حتّى أهلكهم الله وأبادهم عن آخرهم ، وكان ذلك الحدث التّاريخيّ الهامّ ، في عام ميلاد سيّد الكائنات محمّد ، وكان من أعظم الإرهاصات الدّالّة على صدق نبوّته.