(الْأَبْتَرُ) الحقير الذليل أو الفرد الوحيد أو ألّا خير فيه حتى صار منه أبتر مأثور أو كانت قريش تقول لمن مات ذكور أولاده بتر فلان فلما مات للرسول ابنه القاسم بمكة وإبراهيم بالمدينة قالوا قد بتر محمد فليس له من يقوم بأمره من بعده أو لما دعا قريشا إلى الإيمان قالوا ابتتر منا محمد أي خالفنا وانقطع عنا فأخبر الله أنهم هم المبترون. نزلت في أبي لهب وأبي جهل أو العاص بن وائل.
سورة الكافرون (١)
(قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) [الكافرون : ١].
لقي الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن عبد المطلب وأمية بن خلف رسول الله فقالوا يا محمد هلم فلتعبدوا ما نعبد ونعبد ما تبعدون ونشترك نحن وأنت في أمرنا كله فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه وإن كان الذي بأيدنا خيرا مما بيدك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه فنزلت.
(لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) [الكافرون : ٢ ـ ٥].
(وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ) يعني المعنيين الذي التمسوا ذلك فإنهم لا يعبدون الله وليس بعامة لأن في الكفار من يؤمن وإنما نزلت جوابا لأولئك.
(لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) الآن.
(وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) في المستقبل.
(وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) الآن.
(وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) في المستقبل وقال ما أعبد ولم يقل من أعبد لتقابل الكلام.
(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) [الكافرون : ٦].
(لَكُمْ دِينُكُمْ) الكفر.
__________________
(١) سورة الكافرون كما تسمّى المقشقشة ، أي : المبرّئة من الشّرك والنّفاق وتسمّى : العبادة ، والإخلاص ، وهي سورة مكية ، نزلت بعد سورة الماعون ، ويدور محور السّورة حول التّوحيد والبراءة من الشّرك والضّلال ، فقد دعا المشركون رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المهادنة ، وطلبوا منه أن يعبد آلهتهم سنة ، ويعبدوا إلهه سنة ، فنزلت السّورة تقطع أطماع الكافرين ، وتفصل النّزاع بين الفريقين : (أهل الإيمان ، وعبدة الأوثان) ، وتردّ على الكافرين تلك الفكرة السّخيفة في الحال والاستقبال.