فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوما فنزلت (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ) [البقرة : ٢٨١] فعاش بعدها أحدا وعشرين يوما أو سبعة أيام.
سورة المسد (١)
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) [المسد : ١].
(تَبَّتْ) خابت أو ضلت أو صفرت من كل خير أو خسرت.
(يَدا) عبر بيديه عن نفسه (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ) [الحج : ١٠] أو عن عمله لأن العمل يكون بهما في الأغلب.
(أَبِي لَهَبٍ) كنوه بذلك لحسنه وتلهب وجنتيه وذكره الله تعالى بكنيته لأنها أشهر من اسمه أو عدل عن اسمه لأنه كان اسمه عبد العزى أو لأن الاسم أشرف من الكنية لأن الكنية إشارة إليه باسم غيره وكذلك دعا الله تعالى أنبياءه بأسمائهم.
(وَتَبَّ) تأكيد للأول أو قد تب أو تبت يداه بما منعه الله من أذى رسوله صلىاللهعليهوسلم وتب بماله عند الله تعالى من العقاب أو تب ولد أبي لهب ، تبت يداه عن التوحيد أو من الخيرات.
(ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) [المسد : ٢].
(ما أَغْنى) ما دفع أو ما نفع.
(مالُهُ) غنمه كان صاحب سائمة أو تليدة أو طارفة.
(وَما كَسَبَ) عمله الخبيب أو ولده قال الرسول صلىاللهعليهوسلم «أولادكم من كسبكم» (٢) وكان ابنه عتبة مبالغا في عداوة الرسول صلىاللهعليهوسلم وقال كفرت بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى وتفل في وجه الرسول صلىاللهعليهوسلم وخرج إلى الشام فقال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «اللهم سلط عليه كلبا من كلابك» فأكله الذئب. فلم يغن عنه ماله وكسبه في عداوة الرسول صلىاللهعليهوسلم أو في دفع النار يوم القيامة.
(سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) [المسد : ٣].
__________________
(١) سورة المسد كما تسمّى سورة تبّت ، وهي سورة مكية ، نزلت بعد سورة الفاتحة ، ويدور محور السّورة حول هلاك أبي لهب عدوّ الله ورسوله ، الّذي كان شديد العداء لرسول الله ، فكان يترك شغله ويتبع الرّسول ؛ ليفسد عليه دعوته ، ويصدّ النّاس عن الإيمان به ، وقد توعّدته السّورة في الآخرة بنار موقدة يصلاها ويشوى بها ، وقرنت زوجته به في ذلك ، واختصّتها بلون من العذاب الشّديد ، هو ما يكون حول عنقها أي حبل من ليف تجذب به في النّار ؛ زيادة في التّنكيل والدّمار.
(٢) أخرجه الترمذي (٣ / ٦٣٩ ، رقم ١٣٥٨) ، والنسائي (٧ / ٢٤١ ، رقم ٤٤٥٠) ، وابن ماجه (٢ / ٧٦٨ ، رقم ٢٢٩٠) ، وابن أبي شيبة (٧ / ٢٩٤ ، رقم ٣٦٢١٣) ، وأحمد (٦ / ١٦٢ ، رقم ٢٥٣٣٥).