(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) [الإخلاص : ٣].
(لَمْ يَلِدْ) فيكون والدا.
(وَلَمْ يُولَدْ) فيكون ولدا أو لم يلد فيكون في العز مشاركا ولم يولد فيكون موروثا هالكا لأنهما صفتا نقص أو لأنه لا مثل له فلو ولد لكان له مثل.
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) [الإخلاص : ٤].
(كُفُواً) لا مثل له ولا عديل أو لا يكافئه من خلقه أحد أو نفى عنه الصاحبة.
سورة الفلق (١)
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) [الفلق : ١].
(الْفَلَقِ) اسم لجهنم أو لسجن فيها أو الخلق كلهم أو فلق الصبح أو الجبال والصخور تنفلق بالمياه أو كل ما انفلق عن كل ما خلق من صبح وحيوان وصخور وجبال وحب ونوى وكل شيء من نبات وغيره وأصل الفلق الشق الواسع قيل للصبح فلق لانفلاق الظلام عنه كما قيل له فجر لانفجار الضوء منه والله سبحانه وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين.
(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) [الفلق : ٢].
(شَرِّ ما خَلَقَ) جهنم أو إبليس وذريته أو عام من كل شرور الدنيا والآخرة أو التعوذ من شر موجب للعقاب أو عام في كل شر.
(وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) [الفلق : ٣].
(غاسِقٍ) الشمس إذا غربت أو القمر إذا ولج في الظلام. نظر الرسول صلىاللهعليهوسلم إلى القمر وقال لعائشة رضي الله تعالى عنها «تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب وهذا الغاسق إذا وقب» أو الثريا إذا سقطت لأن الأسقام والطواعين تكثر عند سقوطها وترتفع عند طلوعها أو الليل لخروج السباع والهوام فيه وينبعث أهل الشر على العبث والفساد.
(إِذا وَقَبَ) أظلم أو دخل أو ذهب أصل الغسق الجريان غسقت القرحة جرى صديدها والغساق صديد أهل النار لجريانه وغسقت العين جرى دمعها بالضرر.
(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) [الفلق : ٤].
__________________
(١) سورة الفلق سورة مكية ، نزلت بعد سورة الفيل ، ويدور محور السّورة حول تعليم العباد أن يلجئوا إلى حمى الرّحمن ، ويستعيذوا بجلاله وسلطانه من شرّ مخلوقاته ، ومن شرّ الّليل إذا أظلم ؛ لما يصيب النّفوس فيه من الوحشة ، ولانتشار الأشرار والفجّار فيه ، ومن شرّ كلّ حاسد وساحر وهي إحدى المعوذتين الّلتين كان يعوّذ نفسه بهما.