(تَعْمَلُونَ) من خير وشر فيجازي عليه.
سورة القصص (١)
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [القصص : ٤].
(عَلا) بملكه وسلطانه ، أو بقتله أبناء بني إسرائيل واستعبادهم ، أو بإدعائه الربوبية وكفره.
(الْأَرْضِ) مصر. لأنه لم يملك الأرض كلها. وعلوّه لغلبته وقهره ، أو لكبره وتجبره.
(شِيَعاً) فرقا ؛ فرق بني إسرائيل والقبط ، استضعف طائفة بني إسرائيل بالاستعباد والأعمال القذرة.
(يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ) رأى في نومه نارا أقبلت من القبلة واشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل فسأل عن تأويلها ، فقيل يخرج من هذا البلد رجل يكون على يده هلاك مصر. فأمر بذبح أبنائهم وأسرع الموت في شيوخ بني إسرائيل. فقيل له قد فني شيوخ بني إسرائيل بالموت وصغارهم بالقتل فاستبقهم لعملنا وخدمتنا فأمر أن يقتلوا عاما ويتركوا عاما فولد هارون عام الاستحياء وموسى عام القتل ، وعاش فرعون أربعمائة سنة وهو أو من خضب بالسواد. وكان قصيرا دميما. وعاش موسى عليه الصلاة والسّلام مائة وعشرين سنة.
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) [القصص : ٥].
(الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) بنو إسرائيل ، أو يوسف وولده : قاله قتادة.
(أَئِمَّةً) ولاة الأمر ، أو قادة متبوعين ، أو أنبياء لأن الأنبياء بين موسى وعيسى كانوا من بني إسرائيل وكان بينهما ألف ألف نبي. قاله الضحاك.
(الْوارِثِينَ) للملك ، أو لأرض فرعون.
__________________
(١) سميت سورة القصص بذلك لأن الله تعالى ذكر فيها قصة موسى مفصلة موضحة من حين ولادته إلى حين رسالته وفيها من غرائب الأحداث العجيبة ما يتجلى فيه بوضوح عناية الله بأوليائه وخذلانه لأعدائه ، وهي سورة مكية ما عدا الآيات من (٥٢ : ٨٥) فمدنية ، وقد نزلت بعد سورة النمل ، وهي من السور المكية التي تهتم بجانب العقيدة التوحيد والرسالة والبعث وهي تتفق في منهجها وهدفها مع سورتي النمل والشعراء كما اتفقت في جو النزول فهي تكمل أو تفصل ما أجمل في السورتين قبلها.