برىء وأن قارون أعطاني مالا وحملني على ذلك.
(مِنَ الْكُنُوزِ) أصاب كنزا ، أو كان يعمل الكيمياء.
(مَفاتِحَهُ) خزائنه ، أو أوعيته ، أو مفاتيح خزائنه وكانت من جلود يحملها أربعون بغلا ، أو مفاتيحها : إحاطة علمه بها.
(لَتَنُوأُ) لتثقل العصبة ، أو لتمر بالعصبة من النأي وهو البعد ، أو ينهض بها العصبة.
(بِالْعُصْبَةِ) الجماعة يتعصب بعضهم لبعض وهم سبعون رجلا ، أو ما بين العشرة إلى الأربعين ، أو ما بين العشرة إلى الخمسة عشر ، أو ستة أو سبعة ، أو ما بين الثلاثة والتسعة وهم النفر ، أو عشرة قال أبو عبيدة : هذا من المقلوب تأويله أن العصبة لتنوء بالمفاتيح.
(الْقُوَّةِ) الشدة. (إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ) مؤمنو قومه ، أو موسى.
(لا تَفْرَحْ) لا تبغ ، أو لا تبخل ، أو لا تبطر.
(وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص : ٧٧].
(وَابْتَغِ فِيما آتاكَ) بطلب الحلال في الكسب ، أو بالصدقة وصلة الرحم.
(وَلا تَنْسَ) حظك من الدنيا أن تعمل فيه لآخرتك ، أو لا تنس الغناء بالحلال عن الحرام أو لا تنس ما أنعم الله عليك فيها أن تشكر الله بطاعته.
(وَأَحْسِنْ) فيما فرض عليك كما أحسن الله تعالى في نعمه عليك ، أو في طلب الحلال. كما أحسن إليك بالإحلال ، أو أعط فضل مالك كما زادك على قدر حاجتك.
(لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) لا يقربهم ، أو لا يحب أعمالهم.
(قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) [القصص : ٧٨].
(عِلْمٍ عِنْدِي) بقوتي وعملي ، أو خير عندي ، أو لرضا الله عني وعلمه باستحقاقي ، أو علم بوجه المكاسب ، أو صنعه الكيمياء علمه موسى ثلث الصنعة ويوشع الثلث وهارون الثلث. فخدعهما قارون وكان على إيمانه فعلم ما عندهما فعلم الكيمياء وكثرت أمواله.
(وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) سؤال استعتاب ، أو لا تسأل عنهم الملائكة لأنهم يعرفونهم بسيماهم ، أو يعذبون ولا يحاسبون ، أو لا يسألون عن إحصاء أعمالهم ويعطون الصحائف فيعرفونها ويعترفون بها.
(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [القصص : ٧٩].