(فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) أنزله ، أو أعطاكه ، أو ألزمك العمل به ، أو حمّلك تأديته وتبليغه ، أو بينه على لسانك.
(مَعادٍ) مكة ، أو بيت المقدس ، أو الموت ، أو يوم القيامة ، أو الجنة.
(وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص : ٨٨].
(إِلَّا وَجْهَهُ) إلا هو ، أو ملكه ، أو ما أريد به وجهه ، أو إلا موت العلماء فإن علمهم باق ، أو إلا جاهه ، لفلان جاه ووجه بمعنى ، أو العمل.
(لَهُ الْحُكْمُ) القضاء في خلقه بما شاء ، أو ليس للعباد أن يحكموا إلا بأمره.
(تُرْجَعُونَ) في القيامة فتجزون بأعمالكم.
سورة العنكبوت (١)
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت : ٢].
(أَحَسِبَ) أظنّ قائلوا لا إله إلا الله.
(أَنْ يُتْرَكُوا) فلا يختبر صدقهم وكذبهم ، أو أظنّ المؤمنون أن لا يؤمروا ولا ينهوا ، أو أن لا يؤذوا ولا يقتلوا أو خرج قوم للهجرة فعرض لهم المشركون فرجعوا فنزلت فيهم فلما سمعوها خرجوا فقتل بعضهم وخلص آخرون فنزلت (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا ..) الآية [العنكبوت : ٦٩]. أو نزلت في عمار ومن كان يعذب في الله تعالى بمكة ، أو في عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل لأمه عذبه أبو جهل على إسلامه حتى تلفظ بالشرك مكرها ، أو في قوم أسلموا قبل فرض الزكاة والجهاد فلما فرضا شق عليهم.
(لا يُفْتَنُونَ) لا يهلكون ، أو لا يختبرون في أموالهم وأنفسهم بالصبر على أوامر الله تعالى وعن نواهيه.
(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَ
__________________
(١) سميت سورة العنكبوت بذلك لأن الله ضرب العنكبوت فيها مثلا للآثام المنحوتة والآلهة المزعومة مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً ، وهي سورة مكية ، ما عدا الآيات من (١ : ١١) فمدنية ، وقد نزلت بعد سورة الروم ، وسورة العنكبوت مكية وموضوعها العقيدة في أصولها الكبرى الوحدانية الرسالة البعث والجزاء ومحور السورة الكريمة يدور حول الإيمان وسنة الابتلاء في هذه الحياة لأن المسلمين في مكة كانوا في أقسى أنواع المحنة والشدة ولهذا جاء الحديث عن موضوع الفتنة والابتلاء في هذه السورة مطولا مفصلا وبوجه خاص عند ذكر قصص الأنبياء.