سورة لقمان (١)
(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) [لقمان : ٢].
(الْحَكِيمِ) المحكم آياته بالحلال والحرام والأحكام ، أو المتقن (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) [فصلت : ٤٢] أو البين أنه من عند الله ، أو المظهر للحكمة بنفسه كما يظهرها الحكيم بقوله.
(هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) [لقمان : ٣].
(هُدىً) من الضلالة ، أو إلى الجنة.
(وَرَحْمَةً) من العذاب لما فيه من الزواجر عن استحقاقه ، أو بالثواب لما فيه من البواعث على استيجابه ، نعته بذلك أو مدحه به.
(لِلْمُحْسِنِينَ) الإحسان الإيمان الذي يحسن به إلى نفسه ، أو الصلة والصلاة ، أو أن تخشى الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وتحب للناس ما تحب لنفسك.
(أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [لقمان : ٥].
(هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) نور ، أو بينة ، أو بيان.
(الْمُفْلِحُونَ) السعداء ، أو المنجحون ، أو الناجون ، أو الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) [لقمان : ٦].
(يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) شراء المغنيات ، أو الغناء ، أو الزمر والطبل ، أو الباطل ، أو الشرك ، أو ما ألهى عن الله تعالى ، أو الجدال في الدين والخوض في الباطل نزلت في النضر بن الحارث كان يجلس فإذا قيل له : قال محمد كذا ضحك وحدثهم بحديث رستم واسفنديار وقال : إن حديثي أحسن حديثا من محمد. أو في قرشي اشترى مغنية شغل بها الناس عن اتباع الرسول صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) سميت سورة لقمان لاشتمالها على قصة لقمان الحكيم التي تضمنت فضيلة الحكمة وسر معرفة الله تعالى وصفاته وذم الشرك والأمر بمكارم الأخلاق والنهي عن القبائح والمنكرات وما تضمنه كذلك من الوصايا الثمينة التي أنطقه الله بها ، وهي سورة مكية. ما عدا الآيات (٢٧ ، ٢٨ ، ٢٩) فمدنية ، وقد نزلت بعد سورة الصافات ، ولقمان اسم لأحد الصالحين اتصف بالحكمة ، وهذه السورة من السور المكية التي تعالج موضوع العقيدة وتعني بالتركيز على الأصول الثلاثة لعقيدة الإيمان وهي الوحدانية والنبوة والبعث والنشور كما هو الحال في السورة المكية.