(تَكْسِبُ غَداً) من خير وشر ، أو إيمان وكفر.
(بِأَيِّ أَرْضٍ) على أي حكم تموت من سعادة وشقاوة ، أو في أي أرض تموت وتدفن. قيل نزلت في الوارث بن عمرو بدوي قال : للرسول صلىاللهعليهوسلم إن امرأتي حبلى فأخبرني ماذا تلد وبلادنا جدبة فأخبرني متى ينزل الغيث وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت وقد علمت ما عملت اليوم فأخبرني ، ما أعمل غدا وأخبرني متى تقوم الساعة.
سورة السجدة (١)
(تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) [السجدة : ٢].
(لا رَيْبَ) الرّيب الشك الذي يميل إلى السوء والخوف.
(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [السجدة : ٥].
(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) يقضيه ، أو يدبره بنزول الوحي من السماء الدنيا إلى الأرض العليا ويدبر أمر الدنيا أربعة : جبريل موكل بالرياح والجنود وميكائيل بالقطر والماء وملك الموت بقبض الأرواح وإسرافيل ينزل عليهم بالأمر.
(يَعْرُجُ) يصعد جبريل إلى السماء بعد نزوله بالوحي ، أو الملك الذي يدبر من السماء إلى الأرض ، أو أخبار أهل الأرض تصعد إليه مع الملائكة.
(مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) يقضي أمر كل شيء لألف سنة في يوم واحد ثم يلقيه إلى الملائكة فإذا مضت قضى لألف أخرى ثم كذلك أبدا أو يصعد الملك في يوم مسيرة ألف سنة ، فيكون بين السماء والأرض ألف سنة ، أو ينزل الملك ويصعد في يوم مقداره ألف سنة ينزل في خمسمائة ويصعد في مثلها فيكون بين السماء والأرض خمسمائة.
(تَعُدُّونَ) تحسبون من أيام الدنيا وعبّر عن الزمان باليوم ولا يريد ما بين طلوع الفجر وغروب الشمس.
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ) [السجدة : ٧].
__________________
(١) سميت سورة السجدة لما ذكر تعالى فيها من أوصاف المؤمنين الأبرار الذين إذا سمعوا آيات القرآن العظيم خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ، وهي سورة مكية ، ما عدا الآيات من (١٦ : ٢٠) فمدنية. ، وقد نزلت بعد سورة المؤمنون ، وهي كسائر السور المكية تعالج أصول العقيدة الإسلامية الإيمان بالله واليوم الآخر والكتب والرسل والبعث والجزاء والمحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو موضوع البعث بعد الفناء الذي طالما جادل المشركون حوله واتخذوه ذريعة لتكذيب الرسول.