(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ) [السجدة : ٢٧].
(نَسُوقُ الْماءَ) بالمطر والثلج أو بالأنهار والعيون. (الْأَرْضِ الْجُرُزِ) اليابسة ، أو التي أكلت ما فيها من زرع وشجر ، أو التي لا يأتيها الماء إلا من السيول ، أو التي لا تنبت ، أو هي قرى بين اليمن والشام وأصله الانقطاع. سيف جزار أي قاطع ، وناقة جرازة إذا كانت تأكل كل شيء لأنها لا تبقي شيئا إلا قطعته رجل جروز : أكول.
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [السجدة : ٢٨].
(الْفَتْحُ) فتح مكة ، أو القضاء بعذاب الدنيا ، أو بالثواب والعقاب في الآخرة.
(قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) [السجدة : ٢٩].
(قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا) الذين قتلهم خالد يوم الفتح من بني كنانة ، أو يوم القيامة ، أو اليوم الذي يأتيهم في العذاب.
(فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ) [السجدة : ٣٠].
(فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) نزلت قبل الأمر بقتالهم.
سورة الأحزاب (١)
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) [الأحزاب : ١].
(اتَّقِ اللهَ) أكثر من تقواه في جهاد عدوه ، أو دم على تقواك ، أو الخطاب له والمراد أمته ، أو نزلت لما قدم أبو سفيان وعكرمة بن أبي جهل وأبو الأعور السّلمي المدينة ليجددوا خطاب الرسول صلىاللهعليهوسلم في عهد بينهم وبينه فنزلوا على ابن أبي والجد بن قيس ومتعب بن قشير فتآمروا بينهم وأتوا الرسول صلىاللهعليهوسلم فعرضوا عليه أمورا كرهها فهمّ الرسول صلىاللهعليهوسلم والمؤمنون بقتلهم فنزلت (اتَّقِ اللهَ) في عهدهم.
__________________
(١) سميت سورة الأحزاب لأن المشركين تحزبوا على المسلمين من كل جهة فاجتمع كفار مكة مع غطفان وبني قريظة وأوباش العرب على حرب المسلمين ولكن الله ردهم مدحورين وكفي المؤمنين القتال بتلك المعجزة الباهرة ، وهي سورة مدنية ، وقد نزلت بعد سورة آل عمران ، وتتناول السورة الجانب التشريعي لحياة الأمة الإسلامية شأن سائر السور المدنية وقد تناولت حياة المسلمين الخاصة والعامة وبالأخص أمر الأسرة فشرعت الأحكام بما يكفل للمجتمع السعادة والهناء وأبطلت بعض التقاليد والعادات الموروثة مثل التبني والظهار واعتقاد وجود قلبين لإنسان وطهرته من رواسب المجتمع الجاهلي ومن تلك الخرافات والأساطير الموهومة التي كانت متفشية في ذلك الزمان.