٨ ـ الفعل المبني للمجهول
شاع على ألسنة المعربين استخدام مصطلح : فعل مبني للمجهول ، في وصف الفعل الذي حذف فاعله ، وأقيم مفعوله مقام فاعله المحذوف ، وهذا المصطلح كان القدامى من علماء النحو يستخدمون بدلا منه مصطلحا آخر هو : المبني للمفعول ، وكان هذا منهم تأدبا مع القرآن الكريم ، واحتراما لعقيدتهم ، إذ كيف يسوغ لمسلم أن يقول في قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا) [الجن : ١]. أن الفعل : (أُوحِيَ) : مبني للمجهول ، مع أن الموحي هو الله عزوجل ، وهو معلوم غير مجهول ، لهذا ... فقد رأينا أن نأخذ بتسمية العلماء القدامى ، إذا كان الفعل منسوبا إلى الله عزوجل ، أما إذا كان منسوبا لغيره ، فأخذنا بما شاع على ألسنة المعربين.
٩ ـ المثنى
المثنى اسم يرفع بالألف ، وينصب ويجر بالياء ، والنون في آخره عوض عن التنوين في المفرد ، وإليك نموذج لإعراب المثنى :
ـ قال ـ تعالى ـ : (قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا) [المائدة : ٥].
(رَجُلانِ) : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الألف ، والنون فيه عوض عن التنوين في المفرد.
١٠ ـ جمع المذكر السالم
وجمع المذكر السالم شأنه شأن المثنى يعرب بحركات إعراب فرعية ، فهو يرفع بالواو ، وينصب ويجر بالياء. والنون فيه كالنون في المثنى. وهذا نموذج لإعراب جمع المذكر السالم.
ـ قال ـ تعالى ـ : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (١) [المؤمنون : ١].
(الْمُؤْمِنُونَ) : فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ، والنون فيه عوض عن التنوين في المفرد.
١١ ـ حرف الجر الزائد
شاع كذلك على ألسنة المعربين مصطلح : حرف جر زائد ، وهذا المصطلح إن ساغ استعماله في غير القرآن ، فإنه لا يليق بنا أن نستعمله في إعراب القرآن الكريم ، وهو قمة الفصاحة والبلاغة والبيان ، وبلغ في دقة صياغته وإحكام نسجه أن تحدى الله عزوجل به فصحاء العرب ، فعجزوا أن يأتوا بمثله ، ولا