(عِشاءً يَبْكُونَ) : ظرف زمان ـ مفعول فيه ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بجاءوا. يبكون : الجملة في محل نصب حال من الضمير ـ الواو ـ في «جاءوا» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
** (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثالثة .. المعنى : نحن نروي أو نحكي لك يا محمّد أحسن الأخبار .. يقال : قصّ عليه الخبر ـ يقصّه ـ قصّا .. من باب «قتل» بمعنى : حكاه وحدّث به على وجهه والاسم : القصص : وهو الشيء الذي يقصّ : أي يحكى وهو اسم مفعول أي المقصوص جاء على وزن فعل مثل السلب أي المسلوب.
** سبب نزول الآية : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا؟ فنزل قوله تعالى هذا.
** (يا أَبَتِ) : وردت هذه اللفظة في الآية الكريمة الرابعة .. أي يا أبي وهو الأصل فعوض عن ياء المتكلم تاء التأنيث لتناسبهما في الزيادة.
** (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) : في هذا القول الوارد في الآية الكريمة نفسها أخر الشمس والقمر عن الكواكب على طريق الاختصاص وبيان فضلهما ومزيّتهما على غيرهما. من الكواكب. وقيل المراد بالكواكب الأحد عشر كناية عن إخوة يوسف وبالشمس والقمر. أريد بهما أمّه وأبوه. و «ساجدين» وصفوا بما هو خاص بالعقلاء فأجرى عليها حكمهم كأنها عاقلة والسجود هنا : هو سجود تحية لا سجود عبادة. وقال سيبويه : إنما قال «رأيتهم» في «النجوم» لأنه كما وصف النجوم المذكورة بالسجود وهو فعل من يعقل عبّر عنها بكناية من يعقل. أما «الرؤيا» فمعناها «الرؤية» إلّا أنها مختصة بما كان في المنام دون اليقظة فرق بينهما بحرفي تأنيث كما في «القربة» و «القربى» ويتعدّى الفعل إلى مفعول واحد لأنه من أفعال الحواسّ ـ جمع حاسّة ـ نحو : رأيت زيدا : أي أبصرته. وإن رأيته على هيئة نصب المفعول الثاني على الحال نحو : رأيته قاعدا. ويقال : هذا رجل ذو رأي : أي ذو بصيرة وحذق ـ مهارة ـ ودراية بالأمور ومصدر «رأى» البصرية : الرأي والرؤية. أمّا «رأى» الحلمية و «رأى» القلبية فإنهما تتعديان إلى مفعولين. ومصدر «رأى» الحلمية وهو «رؤيا» بلا تنوين ألفها. وتحمل «رأى» الحلمية على معنى «علم» كما في الآية الكريمة المذكورة آنفا وأصل الفعل «يرى» هو «يرأى» ولا يستعمل على أصله إلّا نادرا وعند الحاجة وإن فعل الأمر منه يأتي على وجهين : على الأصل أي الهمز فيقال : ارء. وعلى حذف الهمز فيقال : «ر» أو «ره» بإلحاق هاء الوقف. والمصادر «الرؤيا» : في المنام .. و «الرؤية» : بالعين. و «الرأي» : في القلب. ويقال : أرأى الرجل وترأّى وتراءى في المرآة : بمعنى نظر فيها. و «المرآة» تلفظ بكسر الميم لأنها اسم آلة وجمعها : مراء ومرايا : وهي ما تراءت فيه من بلور وغيره. وقد حكى سيبويه الفعل «يتمرأى الرجل» : أي ينظر وجهه في الماء ووردت «المرآة» في معلّقة إمرئ القيس : ترائبها مصقولة كالسّجنجل. وردت «المرآة» بلغة «السجنجل» وهي لغة رومية بمعنى «المرآة» عرّبتها العرب. وقيل : بل هو قطع الذهب والفضة. و «الترائب» جمع «تربية» وهي موضع القلادة من الصدر. ومن معانيها أيضا : المقلّد : أي موضع القلادة. كما يقال :