جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» أو «تكون» والألف فارقة. أقسمتم : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «تكون» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.
(مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ) : جار ومجرور متعلق بأقسمتم و «قبل» اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن. ما : نافية لا عمل لها. لكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور.
(مِنْ زَوالٍ) : حرف جر زائد لتأكيد النفي. زوال : اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية واقعة في جواب القسم لا محل لها بمعنى : أقسمتم أي حلفتم أنكم باقون لا يلحقكم الموت.
** (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الأربعين .. أي ربّ اجعلني مواظبا على الصلاة و «مقيم» اسم فاعل أضيف إلى مفعوله «الصلاة» ولهذا حذف التنوين من آخره ولو كان منوّنا لانتصبت كلمة «الصلاة» مفعولا به لاسم الفاعل.
** (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الحادية والأربعين .. المعنى : ربّنا اغفر لي كلّ ما قصّرت فيه نحوك واغفر لوالدي هذا الدعاء .. ورد هذا الدعاء على لسان إبراهيم ـ عليهالسلام ـ قبل أن يعلم بعداوة والديه لله تعالى .. فحذف مفعول «اغفر» اختصارا وهو «كل ..» .. أو الاسم الموصول ـ والقول الكريم «يوم يقوم الحساب» بمعنى : يوم يحصل الحساب .. مستعار من القيام على الرجل على حد قولهم : قامت الحرب على ساق.
** (إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الثانية والأربعين. التقدير والمعنى : إنّما يؤخّر حسابهم أو جزاءهم أو عذابهم .. فحذف المضاف مفعول «يؤخر» وهو «حساب ..» وعدّي الفعل إلى المضاف إليه «هم» ضمير الغائبين فحلّ محلّ المضاف وصار «يؤخرهم» ومعنى «تشخص فيه الأبصار» تفتح فيه الأبصار فلا تطرف من شدة الهول والفزع من ذلك اليوم أي لا تغمض هولا وفزعا من شدة ما يصيب الناس فيه .. يقال : شخص ـ يشخص بصره ـ شخوصا : أي فتح عينيه وجعل لا يطرف .. والفعل من باب «خضع» فهو شاخص بصره ـ اسم فاعل ومفعوله ـ و «الشخص» هو سواد الإنسان تراه من بعد .. ثم استعمل في ذاته. قال الخطابي : ولا يسمّى شخصا إلّا جسم له شخوص وارتفاع ومنه القول : شخص البصر : إذا ارتفع ويتعدى الفعل بنفسه نحو :