(فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) : جار ومجرور متعلق بتختلفون ويجوز أن يتعلق بكنتم. تختلفون : تعرب إعراب «تتخذون» والجملة الفعلية «تختلفون» في محل نصب خبر «كان» والجملة الفعلية «كنتم فيه تختلفون» صلة الموصول لا محل لها.
** (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثامنة والسبعين وفيه حذف مفعول «تشكرون» اختصارا .. التقدير : هذه النعم أو لتشكروا الله على هذه النعم.
** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) : هذا القول الكريم ورد في نهاية الآية الكريمة التاسعة والسبعين التقدير : إنّ في ذلك التسخير لدلالات وعلامات على وحدانية الخالق سبحانه وقدرته فحذفت الصفة أو البدل المشار إليه اختصارا وهو «التسخير» لأن ما قبله دالّ عليه.
** (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثمانين .. أي قبابا تتخذونها لخفّتها في الأسفار أي في ترحالكم .. يقال : ظعن ـ يظعن ـ ظعنا .. أي ارتحل وهو من باب «نفع» والاسم منه «الظعن» بفتح الظاء والعين. ويقال : الظعينة : الهودج وسواء كان فيه امرأة أم لا. وجمعه : ظعائن. ويقال الظعينة في الأصل : وصف للمرأة في هودجها ثمّ سمّيت بهذا الاسم وإن كانت في بيتها لأنها تصير مظعونة لأنّ زوجها يظعن بها أمّا «الأنعام» فهي جمع «النعم» وهو المال الراعي .. ويقول الفيّوميّ : وهو جمع لا واحد له من لفظة وأكثر ما يقع على الإبل. قال أبو عبيد : النعم : الجمال فقط. ويؤنث ويذكّر وجمعه : نعمان وأنعام أيضا. وقيل النعم : الإبل خاصة. والأنعام ذوات الخفّ والظّلف وهي الإبل والبقر والغنم وقيل : تطلق الأنعام على هذه الثلاثة فإذا انفردت الإبل فهي نعم وإن انفردت البقر. والغنم لم تسمّ نعما. أمّا «النعامة» فتقع على الذكر والأنثى وتجمع على «نعام» ويحكى أنّ قوما من العرب لم يكونوا قد رأوا النعامة فلمّا رأوها ظنّوها داهية فأخرجوا المصحف فقالوا بيننا وبينك كتاب الله لا تهلكينا! والداهية : هي المصيبة .. الأمر العظيم .. الأمر المنكر الذي لا يهتدى لإدوائه .. مع أنّ «النعامة» يضرب بها المثل في الإجفال والنفور والغباوة. يروى أنّ الحجّاج قتل «شبيب الخارجي» فحاربته امرأته واسمها «غزالة» لمدة سنة. وفي ذلك قال الشاعر في هجو الحجّاج :
أسد عليّ وفي الحروب نعامة |
|
فتخاء تنفر من صفير الصافر |
هلّا كررت على غزالة في الوغى |
|
إذ كان قلبك في جناحي طائر |
و «الغزلة» أنثى الغزال. وقال أبو الشعب العبسيّ في خالد بن عبد الله القسريّ وهو أسير في يد يوسف بن عمر :
ففي الهيجاء ما جرّبت نفسي |
|
ولكن في الهزيمة كالغزال |
ألا إنّ خير الناس حيّا وميتا |
|
أسير ثقيف عندهم في السلاسل |
وقيل عن «النعامة» إنّها طائر يقال فيه : إنّه مركب من خلقة الطير وخلقة الجمل .. أخذ من الجمل العنق والوظيف «أي الساق» والمنسم «أي الخفّ» ومن الطير الجناح والمنقار.
** (وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والثمانين. المعنى : ومنعوا الناس عن الإسلام فحذف مفعول «صدّوا» اختصارا. وهو «الناس».