باللمس من غير عكس .. فكان في الإذاقة إشعار بشدة الإصابة بخلاف الكسوة وإنّما لم يقل طعم الجوع لأنه وإن واءم الإذاقة فهو مفوّت لما يفيده لفظ اللباس من بيان أن الجوع والخوف عمّ أثرهما جميع البدن عموم الملابس واعلم أنّه إن قرن اللفظ بما يلائم المستعار له فتسمّى الاستعارة ـ كما يقول الزمخشريّ ـ مجردة كما في الآية الكريمة.
** (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة السادسة عشرة بعد المائة وفيه وصف سبحانه ألسنتهم بالكذب مبالغة في وصف كلامهم بالكذب. و «ألسنة» جمع «لسان» إذا أريد باللسان التذكير .. أمّا إذا أريد به التأنيث فيجمع على «ألسن».
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة العاشرة بعد المائة في جماعة من المستضعفين وهم : عمار وصهيب وأبو فكيهة وبلال وعامر بن فهيرة وقوم من المسلمين عذّبهم أهل مكة حتى صاروا لا يدرون ما يفعلون.
(وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (١١٨)
(وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا) : الواو عاطفة. على : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بحرّمنا. هادوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(حَرَّمْنا ما قَصَصْنا) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. قصصنا : تعرب إعراب «حرمنا».
(عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) : جار ومجرور متعلق بقصصنا والجملة الفعلية «قصصنا عليك» صلة الموصول لا محل لها. من : حرف جر و «قبل» اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بقصصنا والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما قصصناه أي ما ذكرناه لك من قبل أي في سورة «الأنعام».
(وَما ظَلَمْناهُمْ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. ظلمنا : تعرب إعراب «حرّمنا» و «هم» ضمير الغائبين المتصل في محل نصب مفعول به.
(وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة والثلاثين.