سورة الإسراء
معنى السورة : الإسراء : مصدر الفعل «أسرى» والساري : اسم فاعل للفعل .. «سرى ـ يسري» نحو : سرى الرجل الليل وبه : أي قطعه سيرا .. ويتعدى الفعل بنفسه وبالحرف. والفعل الرباعي «أسرى ـ إسراء» هو لغة حجازية. وجاء القرآن الكريم بالفعلين الرباعيّ «أسرى بعبده» والثلاثي : «والليل إذا يسر» وهنا حذفت الياء من الفعل «يسري» خطا واختصارا ومراعاة لرءوس الآي ـ فواصل الآيات ـ وإن كان السرى لا يكون إلا بالليل فقد جاء تأكيدا للإسراء. ومثله القول : سار أمس نهارا والبارحة ليلا. وقال أبو زيد : السرى : أول الليل وأوسطه وآخره. أمّا الفعل «مشى» فمعناه : نقل قدمه من مكان إلى آخر بإرادته .. أي استعمل رجليه سريعا كان أو بطيئا ومصدره : مشيا. واسم الفاعل «ماش» مثل «سائر» قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن». وأمّا قول عائشة في عمر ـ رضي الله عنهما ـ : كان يمشي أو كان إذا مشى أسرع. فإنّما أرادت السرعة المرتفعة عن دبيب المتماوت. ويحكى أنّ عائشة رأت رجلا متماوتا فقالت : ما هذا؟ قالوا : زاهد. فقالت : كان عمر بن الخطاب زاهدا وكان إذا قال أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضرب في ذات الله أوجع.
تسمية السورة : لقد ذكر رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لقريش الإسراء به فكذّبوه فأنزل الله تعالى تصديقا له ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الآية الكريمة الأولى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) : صدق الله العظيم. وسمّيت إحدى سور القرآن الكريم بهذه التسمية «الإسراء» تشريفا للرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وتكريما وإيثارا وفي مقام الوحي بالعبودية حيث اجتمع بالأنبياء وعرج ـ صعد ـ إلى السماء. جاء في المصحف المفسّر : إنّ الإسراء برسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من مكة ـ من الكعبة ـ إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس جسدا وروحا أو روحا