فقط في اليقظة أم في المنام أمر مختلف فيه. وقد شهدت إحدى زوجاته أنّه لم ينتقل تلك الليلة من فراشه. ولكن ذهب أكثر العلماء أنه أسري به ـ صلىاللهعليهوسلم ـ جسدا وروحا وفي اليقظة وهو أمر ليس بالمستحيل من طريق الإعجاز والعلوم الروحية بأوربا تقرّب ذلك إلى العقل. والاسراء : هو نقل الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ليلا في لمحة من الوقت أي في برهة لنحو مسيرة شهر من الزمان. وقال التفسير الوجيز : سار بعبده محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالجسد والروح في جزء من الليل قبل الهجرة بسنة من دار أم هانئ. بجوار المسجد الحرام ـ يطلق المسجد الحرام على مكة أو الحرم المكي ـ إلى مسجد بيت المقدس الذي جعله الله تعالى مهبط الملائكة الأطهار ومقر الأنبياء ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ.
فضل قراءة السورة : عن خاتم النبيّين ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : من قرأ سورة بني إسرائيل «الإسراء» فرّق قلبه عند ذكر الوالدين كان له قنطار في الجنة «صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ و «القنطار» هو ألف أوقية ومائتا أوقية. رزقنا الله بفضله العميم وإحسانه الجسيم وأخرج أحمد والترمذيّ والنسائيّ وغيرهم عن عائشة ـ رضيّ الله عنها ـ أن النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والزمر». وتسمّى سورة «الإسراء» سورة بني إسرائيل وهي من المتقدمات في النزول في مكة المكرمة.
إعراب آياتها
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١)
(سُبْحانَ الَّذِي) : مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف ـ مضمر ـ تقديره : أسبّح سبحان ثم نزل سبحان منزلة الفعل فسدّ مسدّه ودلّ على التنزيه البليغ من جميع القبائح التي يضيفها أعداء الله. أي تنزيها لله. وقيل : يجوز نصبه على النداء بياء محذوفة أي بحرف النداء «يا» التقدير : يا سبحان. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.