سورة الحج
معنى السورة : الحجّ ـ بفتح الحاء ـ هو القصد للنسك ـ العبادة ـ ومناسك الحج : هي عباداته.. وقيل : مواضع العبادات.. ومن فعل كذا فعليه نسك ـ بضم النون والسين ـ أي دم يريقه.. ومنه : نسك : أي تزهّد وتعبّد فهو ناسك ـ اسم فاعل ـ وهم نسّاك ـ بضم النون ـ مثل «عابد وعبّاد» ـ ويقال : حجّ ـ يحجّ ـ حجّا : بمعنى : قصد.. والفعل من باب «قتل» أو «ردّ» فهو حاجّ ـ اسم فاعل ـ هذا أصله.. ثم قصروا استعماله في الشرع على قصد الكعبة المشرّفة للحج أو العمرة.. ومنه قيل : ما حجّ ولكن دجّ. فالحج : هو القصد للنسك.. والدجّ : هو القصد للتجارة. والاسم : هو الحجّ ـ بكسر الحاء ـ أمّا «العمرة» فهي الحج الأصغر.. مأخوذة من «الاعتمار» وهو الزيارة. وسمّي شهر «الحجّ» بشهر «ذي الحجة» و «الحجة» بكسر الحاء : اسم المرة على غير قياس لأن الأصل بفتح الحاء.. هذا ما قاله «ثعلب» ولم يسمع من العرب. واسم الفاعل : الحاجّ.. وجمعه : حجّاج وحجيج.. وأمّا «الحجة» بضم الحاء فهي الدليل والبرهان وتجمع على «حجج» ومنه القول : حاجّه : أي غلبه في الحجّة.. ويقال : هذا رجل حاجّ بيت الله الحرام : بمعنى : قاصد مكّة للعبادة وهو حجّ بيت الله الطاهر وكلمة «الحج» مع الفعل وردت كثيرا في كتاب الله الكريم.
تسمية السورة : سمّيت إحدى سور القرآن الكريم بهذه التسمية وفيها الآية السابعة والعشرون : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) صدق الله العظيم. أي وناد في الناس بالدعوة إلى الحج يا أيها الناس : كتب عليكم الحج إلى البيت فأجيبوا ربكم.. لبّيك اللهمّ لبّيك يأتوك مشاة وراكبين على كل بعير مضمر أي خفيف اللحم من كثرة السير تأتي هذه الإبل الضوامر بالركبان من كل طريق بعيد.